وقوله:
أيمسكه على هون الهون في لغة
قريش: الهوان، وبعض
بني تميم يجعل الهون مصدرا للشيء الهين. قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي: سمعت العرب تقول: إن كنت لقليل هون المؤونة مذ اليوم. وقال: سمعت
[ ص: 107 ] الهوان في مثل هذا المعنى من بني إنسان قال قال لبعير له ما به بأس غير هوانه، يقول:
إنه هين خفيف الثمن. فإذا قالت العرب: أقبل فلان يمشي على هونه لم يقولوه إلا بفتح الهاء، كقوله
يمشون على الأرض هونا وهي السكينة والوقار. حدثنا
محمد قال حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء قال حدثني
شريك عن
جابر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد في قوله (يمشون على الأرض هونا) قالا: بالسكينة والوقار، وقوله:
أيمسكه على هون أم يدسه يقول: لا يدرى أيهما يفعل: أيمسكه أم يدسه في التراب، يقول:
بدفنها أم يصبر عليها وعلى مكروهها وهي الموؤدة، وهو مثل ضربه الله تبارك وتعالى:
ثم فسر المثل في قوله:
للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولو كان (مثل السوء) نصبا لجاز، فيكون في المعنى على قولك: ضرب للذين لا يؤمنون مثل السوء، كما كان في قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي (وضرب مثلا كلمة خبيثة) وقراءة العوام هاهنا وفي إبراهيم بالرفع لم نسمع أحدا نصب.
وقوله:
وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى أن في موضع نصب لأنه عبارة عن الكذب. ولو قيل : (وتصف ألسنتهم الكذب) تجعل الكذب من صفة الألسنة ، واحدها كذوب وكذب، مثل رسول ورسل. ومثله قوله
ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب ، وبعضهم يخفض (الكذب) يجعله مخفوضا باللام التي في قوله (لما) لأنه عبارة عن (ما) والنصب فيه وجه الكلام، وبه قرأت العوام. ومعناه: ولا تقولوا لوصفها الكذب.
وقوله
وأنهم مفرطون يقول: منسيون في النار. والعرب تقول: أفرطت منهم ناسا أي
[ ص: 108 ] خلفتهم ونسيتهم. وتقرأ (وأنهم مفرطون) بكسر الراء، كانوا مفرطين في سوء العمل لأنفسهم في الذنوب. وتقرأ (مفرطون) كقوله
يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله يقول:
فيما تركت وضيعت.