وقوله:
ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا نصبت (شيئا) بوقوع الرزق عليه، كما قال تبارك وتعالى:
ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا أي تكفت الأحياء والأموات. ومثله
أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ولو كان الرزق مع الشيء لجاز خفضه: لا يملك لهم رزق شيء من السماوات.
ومثله قراءة من قرأ
فجزاء مثل ما قتل من النعم .
وقوله:
ولا يستطيعون وقال في أول الكلام (يملك) وذلك أن (ما) في مذهب جمع لآلهتم التي يعبدون، فوحد (يملك) على لفظ (ما) وتوحيدها، وجمع في (يستطيعون) على المعنى.
ومثله قوله
ومنهم من يستمع إليك وفي موضع آخر
ومنهم من يستمعون إليك [ ص: 111 ] ومثله
ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا و (يعمل صالحا) فمن ذكره رد آخره على أوله ، ومن أنث ذهب إلى أن (من) في موضع تأنيث، فذهب إلى تأنيثها. وأنشدنا بعض العرب:
هيا أم عمرو من يكن عقر داره جواء عدي يأكل الحشرات ويسود من لفح السموم جبينه
ويعر وإن كانوا ذوي نكرات
فرجع في (كانوا) إلى معنى الجمع وفي قراءة عبد الله -فيما أعلم- (ومنكم من يكون شيوخا) ولم يقل (شيخا) وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق: تعش فإن واثقتني لا تخونني نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
وأنت امرؤ يا ذئب والغدر كنتما أخيين كانا أرضعا بلبان
فثنى (يصطحبان) وهو فعل لمن لأنه نواه ونفسه.