صفحة جزء
مسألة: غسالة النجاسة إذا انفصلت غير متغيرة بعد طهارة المحل فهي [ ص: 76 ] طاهرة . وكذلك البول على الأرض ونحوه إذا كوثر بالماء ، ولم يتغير الماء ، فإنا نحكم بطهارة الماء والمكان ، وهو قول مالك ، والشافعي ، وقال أبو حنيفة: ذلك [ ص: 77 ] نجس ويتخرج لنا نحوه ، لنا حديث الأعرابي صبوا على بول الأعرابي ذنوبا من ماء ، وقد سبق بإسناده ، ولو لم يطهر لكان قد أمر بزيادة تنجيس المسجد ، احتجوا بثلاثة أحاديث؛ الأول:

59 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، قال أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد ، أنبأنا ابن بشران ، قال حدثنا الدارقطني ، حدثنا محمد بن مخلد ، حدثنا أبو داود السجستاني ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا جرير بن حازم ، قال: سمعت عبد الملك بن عمير يحدث عن عبد الله بن معقل بن مقرن ، قال: قام أعرابي إلى زاوية من زوايا المسجد فاكتشف فبال فيها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خذوا ما بال عليه من التراب فألقوه وأهريقوا على مكانه ماء. قال الدارقطني : [ ص: 78 ] عبد الله بن معقل تابعي فهو مرسل ، وقال أحمد بن حنبل : هذا حديث منكر ، وقال أبو داود السجستاني : وقد روي مرفوعا ، ولا يصح.

الحديث الثاني:

60 - وبالإسناد حدثنا الدارقطني ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى بن أبي حبة ، حدثنا أبو هشام الرفاعي محمد بن يزيد ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، حدثنا سمعان بن مالك ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، قال: جاء أعرابي فبال في المسجد ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكانه فاحتفر وصب عليه دلو من ماء .

قال أبو زرعة هذا الحديث منكر ، وسمعان ليس بالقوي ، قلت: وأبو هشام الرفاعي ضعيف ، قال البخاري: رأيتهم مجمعين على ضعفه ، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : لا أصل لهذا الحديث.

الحديث الثالث:

رواه أبو محمد بن صاعد ، عن عبد الجبار بن العلاء ، عن ابن عيينة ، عن يحيى بن سعيد ، عن أنس أن أعرابيا بال في المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: احفروا مكانه ثم صبوا عليه ذنوبا من ماء.

قال الدارقطني : وهم عبد الجبار على ابن عيينة ؛ لأن أصحاب ابن عيينة الحفاظ رووه عنه عن يحيى بن سعيد ، فلم يذكر أحدهم الحفر ، وإنما روى ابن عيينة هذا عن عمرو بن دينار ، عن طاوس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: احفروا مكانه مرسلا ، واختلط على عبد الجبار المتنان [ ص: 79 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية