صفحة جزء
الحديث الثاني:

175 - وبالإسناد قال أحمد ، حدثنا يعقوب ، حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، قال حدثني محمد بن مسلم الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن زيد بن خالد الجهني ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من مس فرجه فليتوضأ [ ص: 178 ] .

الحديث الثالث:

176 - وبالإسناد قال أحمد ، حدثنا عبد الجبار بن محمد الخطابي ، قال حدثنا بقية ، قال حدثنا محمد بن الوليد الزبيري ، عن عمرو بن شعيب عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أيما رجل مس فرجه فليتوضأ ، وأيما امرأة مست فرجها فلتتوضأ .

الحديث الرابع:

177 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، أنبأنا أبو طاهر بن يوسف ، قال أنبأنا أبو بكر بن بشران ، قال حدثنا الدارقطني ، حدثنا محمد بن مخلد ، حدثنا إسماعيل بن معبد بن نوح ، حدثنا إسحاق بن محمد الفروي ، حدثنا عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من مس ذكره فليتوضأ وضوءه للصلاة .

الحديث الخامس:

178 - وبالإسناد قال الدارقطني ، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق ، حدثنا الحسن بن سلام الصواف ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، حدثنا يزيد بن عبد الملك بن المغيرة النوفلي ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه حتى لا يكون بينه وبينه حجاب ولا شيء فليتوضأ وضوءه للصلاة [ ص: 179 ] .

الحديث السادس:

179 - وبه قال الدارقطني ، حدثنا محمد بن مخلد ، حدثنا حمزة بن العباس المروزي ، حدثنا عتيق بن يعقوب ، حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص العمري ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ويل للذين يمسون فروجهم ثم يصلون ولا يتوضؤون ، قالت عائشة : بأبي وأمي هذا للرجال ، أفرأيت النساء ؟ قال: إذا مست إحداكن فرجها فلتوضأ للصلاة .

الحديث السابع:

180 - أنبأنا محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، عن عبد العزيز بن جعفر ، قال حدثنا أحمد ، قال حدثنا محمد بن عوف ، حدثنا مروان ، حدثنا الهيثم بن حميد [ ص: 180 ] ، حدثنا الأوزاعي ، حدثنا العلاء بن الحارث ، عن مكحول ، عن عتبة بن أبي سفيان عن أم حبيبة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مس ذكره فليتوضأ .

الحديث الثامن:

181 - أنبأنا محمد بن ناصر ، أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسين المقومي ، قال أنبأنا القاسم بن أبي المنذر ، أنبأنا علي بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن يزيد بن ماجه ، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدثنا معاوية بن عيسى ، عن ابن أبي ذئب ، عن عقبة بن عبد الرحمن بن ثوبان ، عن جابر بن عبد الله ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مس أحدكم ذكره فعليه الوضوء .

الحديث التاسع:

182 - وبالإسناد حدثنا ابن ماجه ، حدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا عبد السلام بن حرب ، عن إسحاق بن أبي فروة ، عن الزهري ، عن عبد الله بن عبد القارئ ، عن أبي أيوب ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من مس فرجه فليتوضأ . [ ص: 181 ]

قال الخصم : كل هذه الأحاديث مطعون فيها؛ أما الأول فقالوا: لم يسمعه عروة من بسرة ، إنما سمعه من مروان.

183 - فأخبرنا الكروخي ، قال أنبأنا الأزدي ، والغورجي ، قالا أنبأنا الجراحي ، حدثنا المحبوبي ، حدثنا الترمذي ، حدثنا إسحاق بن منصور ، قال أنبأنا أبو أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن مروان ، عن بسرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.

184 - وأخبرنا أبو الحصين ، قال ابن المذهب ، أنبأنا القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدثني إسماعيل بن علية ، حدثنا عبد الله بن أبي بكر ، قال : سمعت عروة بن الزبير يحدث أبي قال: ذاكرني مروان مس الذكر ، فقلت: ليس فيه وضوء ، فقال : بسرة بنت صفوان تحدث فيه ، فأرسل إليها رسولا ، فذكر الرسول أنها تحدث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من مس ذكره فليتوضأ ، وقال إبراهيم الحربي : حديث بسرة يرويه شرطي عن شرطي عن امرأة ، وذكر الدارقطني : أن علي بن المديني ، قال : أرسل مروان شرطيا إلى بسرة حتى رد إليه جوابها ، وذكروا عن يحيى بن معين أنه قال: ثلاثة أحاديث لا تصح ؛ حديث مس الذكر ، ولا نكاح إلا بولي ، وكل مسكر حرام ، وأما الحديث الثاني فإن مالكا قد قدح في ابن إسحاق.

وأما الثالث فإن بقية كان مدلسا عن الضعفاء ، ولا يوثق بحديثه ، ثم عمرو بن شعيب عن أبيه ، عن جده مرسل ، والمراسيل ليست بحجة.

وأما الرابع والتاسع ففيه الغروي ، قال النسائي : ليس بثقة ، وفيهما عبد الله بن عمر العمري ، وقد ضعفه يحيى ، وقال النسائي : ليس بالقوي ، وقال ابن حبان : غلب عليه التعبد ، فغفل عن الحفظ ، فوقعت المناكير في روايته ، فلما فحش خطؤه استحق الترك ، وأما الخامس ففيه يزيد بن عبد الملك ، قال أحمد عنده مناكير ، وقال يحيى ، والدارقطني ضعيف ، وقال أبو حاتم الرازي منكر الحديث جدا ، وقال النسائي : متروك الحديث ، وأما السادس ففيه عبد الرحمن العمري ، قال أحمد : ليس يساوي حديثه شيئا ، حذفناه كان كذابا ، وقال يحيى : ليس بشيء ، وقال أبو حاتم الرازي : متروك الحديث كان يكذبه ، وقال النسائي ، وأبو زرعة ، والدارقطني : متروك ، وأما السابع فقال الترمذي : قال البخاري : مكحول لم يسمع من عنبسة ، قال: وكأنه لم ير هذا الحديث صحيحا ، وقد ذكر محمد بن سعد : أن العلماء ضعفوا مكحولا . [ ص: 182 ]

وأما الثامن فقال البخاري : إنما روي عن عقبة ، عن ابن ثوبان هذا الحديث مرسلا ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وقال بعضهم: عن جابر ، ولا يصح ، وأما التاسع ففيه إسحاق الفروي ، وقد سبق جرحه .

والجواب: أما الحديث الأول فقد حكم بصحته الترمذي وإسناده صحيح ، ومن الممكن أن يقال : إن عروة حين سمعه من بسرة لم يكن سمعه منها ، ثم سمعه منها ؛ يدل على هذا أن الدارقطني روى في كتابه عن عروة أنه قال بعد أن حدثه مروان : فسألت بسرة بعد ذلك فصدقته ، وأما ابن إسحاق فقد وثقه يحيى ، وقال شعبة : هو صدوق ، وبقية قد أخرج عنه مسلم في صحيحه ، وما زال العلماء يحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه ، عن جده ، وإذا كان جده هو عبد الله لم يكن الحديث مرسلا ، لأنه قد سمع شعيب منه ، ثم المراسيل عندنا حجة ، وأما عبد الله بن عمر فقال يحيى في روايته : ليس به بأس ، ويمكن أن يطالب بسبب التضعيف في حق الكل ، فإن المحدثين يضعفون بما ليس بتضعيف عند الفقهاء ، وما حكوه عن الحربي فبعيد ؛ لأن قوله عن امرأة يدل على وهن ، وليس في الصحابيات مغمز ، وكذلك ما حكوا عن يحيى ؛ فإنه لا يثبت ، وقد كان مذهبه انتقاض الوضوء بمس الذكر ، وكان يحتج بحديث بسرة كذلك رواه الدارقطني عنه ، وروى عنه عبد الملك الميموني أنه قال: إنما يطعن في حديث بسرة من لا يذهب إليه ، والاعتماد من هذه الأحاديث على حديث بسرة ، وللخصم ثلاثة أحاديث:

الحديث الأول:

185 - أخبرنا هبة الله بن محمد ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، قال حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال حدثني أبي ، حدثنا حماد بن خالد ، ح وأخبرنا إسماعيل بن أحمد واللفظ له ، قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، حدثنا أبو أحمد بن عدي ، حدثنا محمد بن يحيى بن سليمان ، حدثنا عاصم بن علي ، قالا حدثنا أيوب بن عتبة اليمامي ، عن قيس بن طلق ، عن أبيه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن مس الذكر فقال: يا رسول الله أيتوضأ أحدنا من مس ذكره ؟ فقال هل هو إلا بضعة منك .

طريق ثان:

186 - أخبرنا ابن الحصين ، قال أنبأنا ابن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، قال حدثنا عبد [ ص: 183 ] الله بن أحمد ، قال حدثني أبي ، حدثنا موسى بن داود ، حدثنا محمد بن جابر ، عن قيس بن طلق عن أبيه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسأله رجل فقال : مسست ذكري ، أو الرجل يمس ذكره في الصلاة ، عليه الوضوء؟ قال: لا ، إنما هو منك .

طريق ثالث:

187 - أخبرنا إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا ابن مسعدة ، أنبأنا حمزة ، قال أنبأنا أبو أحمد بن عدي ، حدثنا محمد بن خزيم الدمشقي ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا سعيد بن يحيى ، حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن أيوب بن محمد العجلي ، عن قيس بن طلق بن قيس أو طلق بن قيس الحنفي ، عن أبيه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مس فرجه ، فقال: إن هو إلا بضعة منك .

طريق رابع:

188 - أخبرنا محمد بن أبي طاهر البزار ، أنبأنا أبو يعلى محمد بن الحسين ، أنبأنا علي بن عمر بن شاذان ، حدثنا حامد بن بلال ، حدثنا محمد بن عبد الله البخاري ، حدثنا عيسى بن موسى غنجار ، عن غياث بن إبراهيم ، عن محمد بن جابر الحنفي ، عن قيس بن طلق عن أبيه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مس الذكر فقال: إنما هو بضعة منك .

طريق خامس:

189 - أخبرنا الكروخي ، أنبأنا الأزدي ، والغورجي ، قالا أنبأنا الجراحي ، حدثنا المحبوبي [ ص: 184 ] قال حدثنا الترمذي ، حدثنا هناد ، قال حدثنا ملازم بن عمرو ، عن عبد الله بن بدر ، عن قيس بن طلق بن علي عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : وهل هو إلا مضغة منه ، أو بضعة منه .

الحديث الثاني:

190 - أخبرنا إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا ابن مسعدة ، أنبأنا حمزة ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي ، أنبأنا أبو يعلى ، قال حدثنا كامل بن طلحة ، حدثنا حماد بن زيد ، عن جعفر بن الزبير ، عن القاسم ، عن أبي أمامة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما هو حذية منك ، يعني مس الذكر .

الحديث الثالث:

191 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد ، أنبأنا أبو بكر بن بشران ، حدثنا علي بن عمر ، أنبأنا محمد بن أحمد بن عمرو ، أنبأنا أحمد بن محمد بن رشدين ، حدثنا سعيد بن عفر ، قال حدثنا الفضل بن المختار ، عن الصلت بن دينار عن عصمة بن مالك الخطمي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن رجلا قال يا رسول الله إني احتككت في الصلاة ، فأصابت يدي فرجي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا أفعل ذلك . وهذه الأحاديث الثلاثة ضعاف ، أما الأول ففي طريق الأول أيوب عن عتبة ، قال يحيى بن معين : ليس بشيء ، وقال النسائي : مضطرب الحديث ، وأما الثاني ففيه محمد بن جابر ، قال يحيى : ليس بشيء ، وقال الفلاس : متروك الحديث ، وقال ابن حبان : كان يلحق في كتبه ما ليس في حديثه ويسرق ما ذوكر به ، فيحدث به ، وفي الطريق الثالث العجلي ، وقد ضعفه يحيى بن معين ، وفيه [ ص: 185 ] عبد الحميد ، قال الثوري : هو ضعيف .

وفي الطريق الرابع غياث بن إبراهيم ، قال أحمد ، والبخاري ، والدارقطني : هو متروك ، وقال يحيى : كان كذابا ، وقال ابن حبان : يضع الحديث ، وقد سبق ذكر محمد بن جابر ، وأما قيس بن طلق فقد ضعفه أحمد ، ويحيى ، وقال أبو حاتم الرازي ، وأبو زرعة : قيس لا تقوم به حجة ، وقد ادعى أصحابنا على تقدير صحة هذا الحديث أنه منسوخ ، قالوا: لأنه كان في أول الهجرة ، وأحاديثنا متأخرة إذ من جملة رواتها أبو هريرة وإسلامه متأخر.

192 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، قال أنبأنا أبو طاهر بن يوسف ، أنبأنا محمد بن عبد الملك ، حدثنا علي بن عمر الحافظ ، قال حدثنا إسماعيل بن يونس ، حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، حدثنا محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يؤسسون مسجد المدينة وهم ينقلون الحجارة ، فقلت: يا رسول الله ألا ننقل كما ينقلون ؟ قال: لا ، ولكن اخلط لهم الطين يا أخا اليمامة ؛ فأنت أعلم به ، قال: فجعلت أخلطه وينقلونه.

وأما حديثهم الثاني فيه القاسم ، قال ابن حبان : كان يروي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعضلات ، وفيه جعفر بن الزبير ، قال شعبة : كان يكذب ، وقال البخاري ، والنسائي ، والدارقطني : متروك.

وأما الحديث الثالث ففيه الصلت ، كان شعبة يتكلم فيه ، وقال أحمد ، والفلاس ، والدارقطني : ليس بالقوي ، وفي رواية عن أحمد ، قال : ترك الناس حديثه ، وفيه الفضل بن المختار ، قال ابن عدي : له أحاديث منكرة ، وقال أبو حاتم الرازي : هو مجهول وأحاديثه منكرة يحدث بالأباطيل .

التالي السابق


الخدمات العلمية