صفحة جزء
وهذه ألفاظ من الحديث يرويها أكثر الرواة والمحدثين ملحونة ومحرفة، أصلحناها لهم وأخبرنا بصوابها، وفيها حروف تحتمل وجوها اخترنا منها أثبتها وأوضحها، والله الموفق للصواب.

قوله -صلى الله عليه وسلم- في البحر: "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته".

عوام الرواة يولعون بكسر الميم من الميتة، يقولون: ميتته، وإنما هو ميتته مفتوحة الميم، يريد حيوان البحر إذا مات فيه.

سمعت أبا عمر يقول: سمعت المبرد يقول في هذا: الميتة: الموت، وهو أمر الله -عز وجل- يقع في البر والبحر، لا يقال فيه حلال وحرام.

قال أبو سليمان : فأما قوله -عليه السلام-: "من خرج من الطاعة فمات، فميتته جاهلية".

فهي مكسورة الميم يعني الحال التي مات عليها، يقال: مات فلان ميتة حسنة، ومات ميتة سيئة، كما قالوا: فلان حسن القعدة والجلسة والركبة والمشية والسيرة والنيمة. يراد بها الحال والهيئة.

[ ص: 220 ]

ومثله قوله -صلى الله عليه وسلم: "إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وإذا قتلتم فأحسنوا القتلة".

فأما القتلة والذبحة مفتوحتين، فالمرة الواحدة من الفعل.

التالي السابق


الخدمات العلمية