صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه أنه قال: "تياسروا في الصداق إن الرجل ليعطي المرأة حتى يبقى ذلك في نفسه عليها حسيكة" .

أخبرناه محمد بن هاشم ثنا الدبري عن عبد الرزاق عن ابن جريج أخبرني ابن أبي حسين بذلك.

قوله: تياسروا يريد تراضوا بما استيسر منه ولا تغالوا به والحسيكة العداوة يقال فلان حسك الصدر علي إذا كان مضمرا لك على حقد وقال الكسائي المئرة الذحل وجمعها مئر. والضمد: الحقد. والكتيفة: الضغينة، ومثله الحسيفة والحسيكة والسخيمة قال الأموي الحشنة الحقد وأنشد:


ألا لا أرى ذا حشنة في فؤاده يجمجمها إلا سيبدو دفينها

يقال جمجم الرجل إذا لم يبين كلامه من غير عي [ ص: 267 ] ومنه الوحر والوغر. والوغم الذحل قال الأعشى:


يقوم على الوغم في قومه     فيعفو إذا شاء أو ينتقم

قال أبو عبيدة معناه يطلب لقومه الوتر وهو من قوله تعالى: إلا ما دمت عليه قائما أي طالبا.

ونحو هذا حديث عمر: "ألا لا تغالوا بصدق النساء فإن الرجل ليغالي بصداق المرأة حتى يكون ذلك لها في قلبه عداوة".

يقول جشمت إليك علق القربة أو عرق القربة وقد فسره أبو عبيد في كتابه.

التالي السابق


الخدمات العلمية