صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من صام يوما في سبيل الله باعده الله من النار سبعين خريفا للمضمر المجيد" .

حدثناه الأصم، نا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، حدثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن إسحاق بن عبد الله، عن عروة بن رويم، عن القاسم مولى يزيد، عن عقبة بن عامر الجهني.

المضمر: هو الذي ضمر خيله إذا أعدها لغزو أو سباق، وهو أن يظاهر عليها بالعلف حتى تسمن وتقوى، ثم لا تعلف إلا قوتا ليكون أنجى لها وأخف. والمجيد: صاحب الجياد من الخيل، يقال: رجل مجيد كما يقال: [ ص: 326 ] مقو إذا كانت دوابه أقوياء، ومضعف إذا كانت ضعافا. وفي بعض الحديث: المضعف أمير القوم. وقال الفرزدق لجرير:


ولقد شددت على المراغة سرجها ولقد نزلت وأنت غير مجيد



أي: غير منجب، وقال آخر:


إن النجابة والإجادة فاعلمي     عند العقائل من بني أنمار



ومعنى الحديث: أن الصائم يباعده الله من النار مسافة سبعين سنة ركض المضامير من الخيل.

التالي السابق


الخدمات العلمية