وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14228أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: في قصة حنين أنهم خرجوا
بدريد بن الصمة يتبهنون به .
يرويه
nindex.php?page=showalam&ids=21767محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17116المعتمر بن سليمان، عن أبيه هكذا حدثنيه الراوي له، عن
يعقوب بن زهير، عنه، وأحسبه غلطا، إنما هو فيما أحسبه: يتبهنسون به.
والتبهنس: كالتبختر في المشي، يراد أنهم كانوا يقودون به راحلته على رود ومهل فيحكون سيرة المتبختر، ويشبه أن يكون الكاتب قد مشق السين من يتبهنسون فتوهمه الراوي يتبهنون.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12544محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري في إسناد له، أنهم أخرجوا
دريدا يوم حنين يقاد به في شجار، فقال: بأي واد أنتم؟ قالوا:
[ ص: 333 ] بأوطاس. قال: نعم مجال الحرب لا حزن ضرس، ولا سهل دهس، ما لي أسمع رغاء البعير ويعار الشاء.
قيل ساق
مالك بن عوف مع الناس الظعن والأموال، فقال: ما هذا يا
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك؟ قال: أردت أن أحفظ الناس، وأن يقاتلوا عن أهليهم وأموالهم فأنقض به. وقال: راعي ضأن ما له وللحرب، وقال: أنت محل بقومك، وفاضح عورتك، لو تركت الظعن في بلادهم والنعم في مراتعها، ثم لقيت القوم بالرجال على متون الخيل والرجالة بين أضعاف الخيل أو متقدمة درية أمام الخيل كان الرأي.
الشجار: مركب يهيأ للنساء، وهو أعواد يخالف بينها، وهو المشجر أيضا، فإن غشي بغشاء صار هودجا. والضرس: الخشن الذي يعقر القوائم. والدهس: اللين الذي تسوخ فيه الأرجل، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي: الدهاس: كل لين ليس يبلغ أن يكون رملا وليس بتراب ولا طين. والظعن: النساء يقال: للمرأة الظعينة؛ لأنها تظعن مع زوجها إذا ظعن. وقوله: أحفظ الناس أي: أذمرهم للحرب من الحفيظة يقال: هذا أمر محفظ . قال الشاعر:
وترفض عند المحفظات الكتائف
وقوله: "أنقض به" أي: صفق بإحدى يديه على الأخرى حتى سمع لها نقيض، وهو الصوت، ويقال: بل أراد بالإنقاض أن ينقر بلسانه في فيه، كما
[ ص: 334 ] يزجر الحمار ونحوه. وراعي ضأن يستجهله ويقصر به عن رتبة من يقود الجيوش ويسوسها. ويقال: أجهل من راعي ضأن. وقوله: أنت محل بقومك يريد أنك قد أبحت حريمهم، وعرضت بهم للهلاك. يقال: أحل الرجل إذا خرج من حرمة كان فيها فهو محل، وأحرم إذا اعتصم بحرمة فهو محرم، قال
زهير: وكم بالقنان من محل ومحرم
أراد بالمحل الذي يحل قتله، وبالمحرم الذي يحرم قتله.
وقوله: درية أمام الخيل أي: مقدمة لها وسترا دونها. والدرية: البعير الذي يستتر به الرجل إذا أراد أن يرمي الوحش فيتركه يرعى مع الوحش حتى إذا بسئت به الوحش وأمكنت من مقاتلها رماها، وهي الذريعة أيضا، قال الشاعر:
وللمنية أسباب تقربها كما تقرب للوحشية الذرع
وأما الدريئة مهموزة فالحلقة التي يتعلم عليها الطعان، قال:
عمرو بن معدي كرب: ظللت كأني للرماح دريئة أقاتل عن أبناء جرم وفرت
وفي يتبهنون وجه آخر، وهو أن تكون الرواية "يتيمنون به": أي: يتبركون برأيه ومشهده، أو يتهبون به، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي: جاء فلان يتهبى إذا
[ ص: 335 ] جاء ينفش يديه، والأول أشبه، والله أعلم. ويدل على ذلك ما رواه
إبراهيم بن مسعد، عن
محمد بن إسحاق، قال: حضر حنينا
دريد بن الصمة شيخ كبير فان، ليس فيه شيء إلا التيمن برأيه ومعرفته بالحرب، وكان شيخا مجربا محربا.