صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تجار أخاك، ولا تشاره" .

حدثنيه عبد العزيز بن محمد، أنا ابن الجنيد، نا عبد الوارث، أنا عبد الله، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن حريث بن عمرو يرفعه.

قوله: "لا تجار أخاك" هو من الجراء في الخيل، وهو أن يتجارى الرجلان للمسابقة يقول: لا تطاوله ولا تغالبه. ويروى عن بعض الحكماء أنه سئل ما الحلم؟ فقال: أن تكون ذا أناة، وأن تلاين الولاة، فقيل: ما الخرق؟ قال: مجاراة أميرك، ومماراة من يضيرك.

وقوله: "لا تشاره" أي: لا تلاجه يقال: قد استشرى الرجل إذا لج في الأمر، فإن شددته كان وزنه مفاعلة من الشر. قال الأصمعي: سأل أبو الأسود الدؤلي عن رجل، فقال: ما فعلت امرأته التي كانت تشاره، وتهاره، وتزاره، وتماره. فتشاره من الشر، وتهاره من الهرير، وتزاره من الزر، وهو العض. وتماره معناه: تلوى عليه، ومنه الشيء الممر، وهو المفتول.

[ ص: 341 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية