صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الحمد رأس [ ص: 346 ] الشكر، ما شكر الله عبد لا يحمده".

أخبرناه محمد بن هاشم، نا الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، قال: تحدث به عبد الله بن عمرو، عن رسول الله.

قال أبو سليمان: الحمد: نوع، والشكر جنس، فكل حمد شكر وليس كل شكر حمدا. وهو على ثلاث منازل: شكر القلب، وهو الاعتقاد بأن الله ولي النعم، قال الله تعالى: وما بكم من نعمة فمن الله .

وشكر اللسان: وهو إظهار النعمة بالذكر لها، والثناء على مسديها. قال الله: وأما بنعمة ربك فحدث ، وهو رأس الشكر المذكور في الحديث. وشكر العمل: وهو إدآب النفس بالطاعة، قال الله تعالى: اعملوا آل داوود شكرا . وقام رسول الله حتى تفطرت قدماه، فقيل له: يا رسول الله، أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدا شكورا"، وقد جمع الشاعر أنواعه الثلاثة، فقال:


أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا



ويقال: إن الحمد ما كان على غير مقابلة، والشكر عن مقابلة.

[ ص: 347 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية