صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه قال لأبي بكر: "متى توتر؟ " فقال من أول الليل، وقال لعمر: "متى توتر؟ " فقال من آخر الليل فقال لأبي بكر "أخذت بالحزم" وقال لعمر "أخذت بالعزم " [ ص: 119 ] .

أخبرناه ابن الأعرابي نا الدوري نا يحيى بن إسحاق السيلحيني نا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة.

الحزم الحذر والعزم القوة ومنه المثل "لا خير في عزم بغير حزم" معناه أن القوة إذا لم يكن معها حذر أورطت صاحبها وأفضت به إلى العطب ومن هذا قول الله تعالى: فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل يقال في تفسيره أولو القوة والصبر وقال: فنسي ولم نجد له عزما يقال ثباتا وقوة وقال بعضهم الحزم التأهب للأمر والعزم النفاذ فيه وفي بعض الأمثال "رو تحزم فإذا استوضحت فاعزم" .

وأخبرني الكراني نا عبد الله بن شبيب قال قال الأصمعي سمعت أعرابيا يقول أسعد الحزمة من جمع إلى حزمه عزما وقال بعض أهل اللغة قولهم: رجل حازم معناه جامع لرأيه متثبت في أمره من قولهم: حزمت المتاع إذا جمعته ويقال حزم الرجل وحزم قال الشاعر:


وصاحب قد قال لي وما حزم

.

وقد جاء الوجه الذي قدمناه أولا مفسرا في الحديث [ ص: 120 ] .

حدثناه محمد بن هاشم نا الدبري عن عبد الرزاق عن ابن جريج قال أخبرني ابن شهاب عن ابن المسيب أن أبا بكر وعمر تذاكرا الوتر عند رسول الله صلى الله عليه فقال أبو بكر أما أنا فإني أنام على وتر فإن استيقظت صليت شفعا حتى الصباح وقال عمر لكني أنام على شفع ثم أوتر من السحر فقال النبي لأبي بكر: "حذر هذا" وقال لعمر: "قوي هذا" .

التالي السابق


الخدمات العلمية