وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14228أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه أنه قال:
"الناس كأسنان المشط، وإنما يتفاضلون بالعافية، ولا خير في صحبة من لا يرى لك [ ص: 561 ] مثل الذي ترى له".
حدثناه
الحسن بن يحيى بن صالح، نا
محمد بن قتيبة العسقلاني، نا
إبراهيم بن أيوب الحوراني، نا
nindex.php?page=showalam&ids=18246بكر بن سليم، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16372ابن أبي حازم، عن أبيه، عن
nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد الساعدي.
قوله:
"كأسنان المشط" مثل، والمعنى أنهم سواء في أصل الخلقة والجبلة، كما أن أسنان المشط سواء لا يفضل سن منها سنا. ويقال في وجه آخر: هم كأسنان الحمار، وذلك في الذم لا غير. قال الشاعر:
سواسية كأسنان الحمار
فأما قوله: الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة، فمعناه أنهم متساوون في الحكم لا فضل لشريف على مشروف، ولا لرفيع على وضيع.
وقوله: "لا خير في صحبة من لا يرى لك مثل الذي ترى له" يتأول على وجهين: أحدهما أن يكون حذره صحبة من يذهب بنفسه تيها وكبرا، فلا يرى لأحد على نفسه حقا.
والوجه الآخر أن يكون حثه بذلك على شكر العارفة والمكافأة على
[ ص: 562 ] الإحسان كأنه قال: لا خير لك في صحبة من لا يرى لك عنده من الصنيعة مثل الذي تراه له عندك يريد: لا ترض بأن تكون مغمورا ببر من تصحبه حتى تنيله من برك مثل ما تنال من بره، وعلى هذا المعنى يتأول قول
جرير بن الخطفي: وإني لأستحيي أخي أن أرى له علي من الحق الذي لا يرى ليا