صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه: أنه صالح أهل خيبر على أن له الصفراء والبيضاء والحلقة، فإن كتموا شيئا فلا ذمة لهم، فغيبوا مسكا لحيي بن أخطب فوجدوه، فقتل ابن أبي الحقيق وسبى ذراريهم.

[ ص: 563 ] أخبرناه ابن داسة، نا أبو داود، نا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، نا أبي، نا حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر قال: أحسبه، عن نافع، عن ابن عمر.

الصفراء: الذهب. والبيضاء: الفضة. ويقال: ما لفلان صفراء ولا بيضاء. والحلقة: الدروع. قال عمرو بن معديكرب:


قوم إذا لبسوا الحدي د تنمروا حلقا وقدا

وأخبرنا محمد بن هاشم، نا الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر عن الزهري، أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه: أن كفار قريش كتبوا إلى اليهود: إنكم أهل الحلقة والحصون، وإنكم لتقاتلن صاحبنا أو لا يحول بيننا وبين خدم نسائكم في شيء.

فالحلقة: الدروع، والخدم: الخلاخيل، واحدتها خدمة. والمخدم: موضع الخلخال من الساق. وقوله: فغيبوا مسكا لحيي، فإن محمد بن يحيى الشيباني أخبرني، عن الصائغ، عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قال: كان من مال أبي الحقيق كنز يسمى مسك الحمل، كان يليه الأكبر فالأكبر منهم، وإنهم غيبوه وكتموه، فقتلهم رسول الله بنقضهم العهد.

[ ص: 564 ] وروى الواقدي، عن أبي معشر قال: مسك الحمل كنز آل أبي الحقيق، وحلي من حليهم، كان يكون في مسك حمل، ثم في مسك ثور، ثم في مسك جمل. وكان العرس يكون بمكة، فيستعار منهم ذلك الحلي قال: الواقدي، وقد قوموه نحو عشرة آلاف دينار.

التالي السابق


الخدمات العلمية