صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه أنه قال: "إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الركب أسنتها".

قال أبو عبيد: أراد بالأسنة الأسنان، يريد أمكنوها من المرعى. قال: ولا تعرف الأسنة في الكلام إلا أسنة الرماح، فإن كان محفوظا، فإنه أراد جمع السن فقال: أسنان، ثم جمع الأسنان. فقال: أسنة، فصار جمع الجمع، هذا وجه في العربية.

قال أبو سليمان: وفيه وجه آخر ذكره ابن الأعرابي قال: أبو داود أراه السنجي قال: سألت ابن الأعرابي، عن هذا فقال يريد ارعوها وأحسنوا رعيها حتى تسمن وتحسن في عين الناظر فيمنعه حسنها من نحرها، فكأنما [ ص: 629 ] استجنت منه بسنان، وأنشد لخالد بن الظيفان:


له إبل فرش ذوات أسنة صهابية هانت عليه حقوقها

قال غيره: أسنتها: مراعيها، يريد أنها تتقوى بها على السير فتكون القوة لها كالسنان.

وفي حديث آخر: "أعطوا السن حظها" من السن، والسن الرعي. قال النابغة:


ضلت حلومهم عنهم وغرهم     سن المعيدي في رعي وتعزيب



التالي السابق


الخدمات العلمية