صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه: أنه انطلق في رهط من أصحابه قبل ابن صياد، فوجده يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة، وقد قارب ابن صياد الحلم يومئذ فلم يشعر حتى ضرب رسول الله ظهره [ ص: 634 ] بيده ثم قال: "أتشهد أني رسول الله" فنظر إليه ابن صياد فقال: أشهد أنك رسول الأميين. ثم قال ابن صياد له: أتشهد أني رسول الله فرصه رسول الله وقال: "آمنت بالله ورسله".

حدثنيه بعض أصحابنا، نا الهيثم بن كليب، نا عبد الكريم بن الهيثم، نا أبو اليمان، أخبرني شعيب، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه.

قوله: رصه، أي ضغطه وضم بعضه إلى بعض، ومنه رص البناء، وهو إلصاق بعضه ببعض. قال الله تعالى: كأنهم بنيان مرصوص ومنه التراص في الصفوف، وهو التقارب والتداني، وأنشدني أبو عمر، أنشدنا أبو العباس ثعلب، عن ابن الأعرابي، أنشدنا أبو المكارم:


ما لقي البيض من الحرقوص من مارد لص من اللصوص     يدخل بين الغلق المرصوص
بمهر لا غال ولا رخيص

قال أبو المكارم: الحرقوص دويبة، يقال لها: عاشق الأبكار لأنها تلزم فروج الأبكار.

وفي رواية أخرى أنه قال لابن صياد: "أني خبأت لك خبيئا" فما هو؟ فقال الدخ فقال: "اخس، فلن تعدو قدرك".

[ ص: 635 ] والدخ: الدخان. قال الشاعر:


وسال غرب عينه فلخا     تحت رواق البيت يغشى الدخا

وفيه لغة أخرى، وهو الدخ.

وأخبرنا ابن الأعرابي، نا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، نا عفان، ثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه سأل ابن صياد، عن تربة الجنة فقال: درمكة بيضاء، مسك خالص فقال: "صدق".

التالي السابق


الخدمات العلمية