صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه أنه قال: "لا يشد الغرض إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجدي هذا ومسجد بيت المقدس" .

يرويه الحجاج بن منهال عن حماد بن سلمة عن قتادة عن قزعة العقيلي عن أبي سعيد الخدري.

هكذا حدثونا به عن علي بن عبد العزيز عن حجاج.

ورواه بعضهم "لا تشد العرى". الغرض: البطان الذي يشد على بطن البعير إذا رحل [ ص: 133 ] .

قال الأصمعي: فيه لغتان الغرضة والغرض والمغرض من البعير: الموضع الذي يناله الحبل قال أبو داود الإيادي:


وشملة تمسي مرافقها عنها إذا ضمرت قوى الغرض

تمسي: تجر وتجذب يقال مسيت ومسوت وقال أوس بن حجر:


كأن هرا جنبيا تحت غرضتها     والتف ديك برجليها وخنزير

وهذا كقوله صلى الله عليه: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد" يريد أن الظعن والشخوص إلى غير هذه المساجد لا يلزم أحدا وهذا في النذر ينذره الإنسان والصلاة يوجبها على نفسه فيها فأما إذا نذر صلاة في غيرها من المساجد فله الخيار في الوفاء بها أو يصليها في أي مسجد شاء.

ونرى - والله أعلم - أنه خص هذه المساجد بذلك لأنها مساجد الأنبياء وقد أمرنا بالاقتداء بهم قال الله تعالى: فبهداهم اقتده حدثنا إسماعيل بن محمد [أبو علي] الصفار نا سعدان نا أبو معاوية نا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولا؟ "قال "المسجد الحرام" قلت ثم أي قال: "المسجد الأقصى" قال قلت كم بينهما قال "أربعون سنة" قال "فأينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد" .

التالي السابق


الخدمات العلمية