صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه أنه قال لعبادة بن الصامت: "إن عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك، ولا تنازع الأمر أهله إلا أن تؤمر بمعصية الله تعالى بواحا أو براحا".

يرويه عبد الرزاق، عن معمر، عن منصور، عن مجاهد، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة. فقال: إلا أن تؤمر بمعصية الله بواحا، قال معمر، وسمعت جعفرا الجزري يذكر نحو هذا إلا أنه قال: براحا.

قوله: بواحا يريد ظاهرا باديا. ومنه قولهم: باح بالشيء يبوح به بوحا وبوحا، إذا أذاعه وأظهره. والبراح مثله أو قريب منه. وأصل البراح الأرض القفر التي لا أنيس بها ولا بناء فيها. قال الشاعر:


وقد أجوب البلد البراحا المرمريس القفرة الصحصاحا

.

وأخبرني أبو عمر، أنا أبو العباس ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: يقال: لقيته صرحة برحة، أي لقيته ظاهرا باديا.

[ ص: 691 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية