صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه لما خرج مع رسول الله إلى المدينة لقيه رجل بكراع الغميم فقال : من أنتم فقال أبو بكر: باغ وهاد وكان يركب خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 33 ] فيقول له : تقدم على صدر الراحلة حتى تعرب عنا من لقينا فيقول : أكون وراءك وأعرب عنك .

يرويه الواقدي عن سعيد بن عطاء عن أبي مروان عن أبيه عن جده .

قال أبو سليمان وقوله أعرب عنك قال الفراء عربت عن الرجل إذا تكلمت عنه واحتججت له .

وقوله باغ وهاد يعرض ببغاء الإبل وبهداية الطريق وهو يريد أنه يبغي الخير ويطلب الدين وأن صاحبه يهدي من الضلالة يقال : بغى الرجل ضالته يبغي بغاء مضمومة الباء ورجل باغ وقوم بغاة وبغيان .

ومنه حديث سراقة بن مالك بن جعشم في قصة خروج رسول الله إلى المدينة وطلب المشركين إياه قال سراقة : فبينا أنا جالس إذ أقبل رجل فقال : إني رأيت آنفا أسودة بالساحل أراه محمدا وأصحابه .

قال فقلت : إنهم ليسوا بهم ولكن رأيت فلانا وفلانا وفلانا انطلقوا بغيانا ومثله راع ورعاة ورعيان وقال نصيب :


وما أنشد الرعيان إلا تعلة بواضحة الأنياب طيبة النشر



التالي السابق


الخدمات العلمية