صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عمر أن عليا رضي الله عنهما أرسل أم كلثوم إليه وهي صغيرة فجاءته فقالت : إن أبي يقول لك : هل رضيت الحلة فقال : نعم قد رضيتها .

حدثنيه الحسن بن عبد الرحيم أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا قتيبة أخبرنا الليث عن هشام به سعد عن عطاء الخراساني . كان عمر قد خطب إلى علي ابنته أم كلثوم فقال علي : إنها صغيرة وإني مرسلها إليك حتى تنظر إلى صغرها فأرسلها إليه فلما نظر إليها قال : قد رضيت الحلة يكني بذلك عنها وقد يكنى عن النساء بالثياب واللباس . قال الله عز وجل : هن لباس لكم وأنتم لباس لهن [ ص: 101 ] .

وأخبرني بعض أصحابنا عن إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي في قوله : وثيابك فطهر معناه نساءك طهرهن . ويقال : نفسك طهرها لأن الثياب يكنى بها عن النفس أنشدني بعضهم أنشدنا ابن الأنباري :


رموها بأثواب خفاف فلن ترى لها شبها إلا النعام المنفرا

يريد بأنفس خفاف وقال آخر :


ألا أبلغ حفص رسولا     فدى لك من أخي ثقة إزاري

أي نفسي ويقال : بل أراد فدى لك أهلي وكلاهما وجه . ومن هذا قول البراء بن معرور حين قال رسول الله للأنصار ليلة العقبة : "أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم" فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال : نعم والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا أي أنفسنا ونساءنا .

والحلة : ثوبان إزار ورداء ولا تسمى حلة حتى تكون جديدة تحل عن طيها.

التالي السابق


الخدمات العلمية