صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه: "أن رجلا أحبن أصاب امرأة فسئل فاعترف فأمر به النبي صلى الله عليه فجلد بأثكول النخل" .

حدثناه الأصم أنا الربيع نا الشافعي أنا سفيان عن يحيى بن سعيد [ ص: 154 ] وأبي الزناد كلاهما عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال أحدهما: أحبن والآخر: مقعد وقال أحدهما: أثكول وقال الآخر: إثكال.

الحبن: نتوء البطن واندحاقه لمرض والأحبن الذي به داء السقي قال رؤبة:


فبات ذو الداء انتفاخ الكودن يحكي من الغيظ زفير الأحبن

ويقال إنما سميت أم حبين لنتوء بطنها.

وأخبرنا ابن الأعرابي ثنا عباس الدوري نا يحيى بن معين نا الأصمعي أن رجلا تجشأ في مجلس فقال له رجل دعوت على هذا الطعام أحدا فقال لا قال فجعله الله حبنا وقدادا.

قال الأصمعي: القداد وجع في البطن قال أبو عمرو العلوص والعلوز جميعا الوجع الذي يقال له اللوى. يقال من ذلك اعلوص واعلوز إذا اعتراه ذلك.

والأثكول والإثكال لغتان في العثكال والعثكول؛ وهو الشمراخ من شماريخ العذق قال الشاعر:


طويلة الأقناء والأثاكل

.

ويقال: العثكال: الإهان ما دام رطبا فإذا يبس فهو العرجون والعين قد تبدل همزة لقرب مخارجهما وكذلك الهمزة تبدل عينا كقول الشاعر [ ص: 155 ] :


فما أبالي إذا ما كنت جارتنا     علا يجاورنا إلاك ديار

يريد ألا.

وقال آخر:


ألم تعلمي علا يرد منيتي     قعودي ولا يدني الممات رحيلي

- وفي الحديث من الفقه أن المريض إذا وجب عليه الحد وكان مرضه مما لا يرجى له برء أقيم عليه الحد بالضرب الخفيف بالإثكال ونحوه وإن كان مما يرجى برؤه انتظر به حتى يبرأ فيقام عليه الحد بالضرب الموجع وكذلك إن كان في البرد الشديد والحر المفرط اللذين يخاف معهما التلف وأما إذا وجب عليه الرجم فلا نظرة في أمره لأنه إنما يراد به التلف فلا وجه للاستيناء به والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية