وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14228أبو سليمان في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر إنه قال : إن بيعة
أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها
[ ص: 123 ] .
أخبرني
عبد الله بن محمد المسكي أنا
nindex.php?page=showalam&ids=16628علي بن عبد العزيز عن
أبي عبيد قال قول
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر إن بيعة
أبي بكر كانت فلتة فإن
معنى الفلتة الفجاءة وإنما كانت كذلك لأنه لم ينتظر بها العوام إنما ابتدرها أكابر أصحاب
محمد من
المهاجرين وعامة
الأنصار إلا تلك الطيرة التي كانت من بعضهم ثم أصفقوا له كلهم لمعرفتهم أن ليس
nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر منازع ولا شريك في الفضل ولم يكن يحتاج في أمره إلى نظر ومشاورة فلهذا كانت فلتة قال وقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : لا بيعة إلا عن مشورة وأيما رجل بايع عن غير مشورة فلا يؤمر واحد منهما تغرة أن يقتلا هذه حكاية قول
أبي عبيد في كتابه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14228أبو سليمان قد تكون الفلتة بمعنى الفجاءة وليست بالذي أراد
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ولا لها موضع في هذا الحديث ولا لمعناها قرار هاهنا وحاش لتلك البيعة أن تكون فجاءة لا مشورة فيها ولست أعلم شيئا أبلغ في الطعن عليها من هذا التأويل . وكيف يسوغ ذلك
وعمر نفسه يقول في هذه القصة لا بيعة إلا عن مشورة وأيما رجل بايع عن غير مشورة فلا يؤمر واحد منهما تغرة أن يقتلا
[ ص: 124 ] .
وقد روينا عنه من غير هذا الوجه أنه قال : "من دعا إلى إمارة نفسه أو غيره من غير مشورة من المسلمين فاقتلوه " .
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=21943محمد بن هاشم نا
nindex.php?page=showalam&ids=14282الدبري عن
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16861ليث عن
nindex.php?page=showalam&ids=22546واصل الأحدب عن
nindex.php?page=showalam&ids=15277المعرور بن سويد عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر . وثبت عنه أنه جعل الأمر بعد وفاته شورى بين النفر الستة فكيف يجوز عليه مع هذا أن تكون بيعته
nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر ودعوته إليها إلا عن مشورة وتقدمة نظر هذا مما لا يشكل فساده ومما يبين ذلك أن الأخبار المروية في هذه القصة كلها دالة على أنها لم تكن فجاءة وأن
المهاجرين والأنصار تآمروا لها وتراجعوا الرأي بينهم فيها .
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي نا
nindex.php?page=showalam&ids=12211ابن أبي خيثمة نا
nindex.php?page=showalam&ids=17111معاوية بن عمرو نا
زائدة عن
عاصم عن
زر عن
عبد الله قال لما قبض رسول الله قالت
الأنصار منا أمير ومنكم أمير فأتى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وقال : يا معشر
الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله أمر
أبا بكر أن يؤم الناس فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم
أبا بكر ؟ قالوا : نعوذ بالله أن نتقدم
أبا بكر .
ومما يؤكد ذلك ويزيده وضوحا حديث
nindex.php?page=showalam&ids=19222سالم بن عبيد [ ص: 125 ] .
حدثناه
جعفر الخلدي نا
أحمد بن علي بن شعيب النسائي نا
قتيبة وحدثناه أصحابنا عن
إسحاق نا
قتيبة نا
nindex.php?page=showalam&ids=18759حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن
nindex.php?page=showalam&ids=19436سلمة بن نبيط عن
nindex.php?page=showalam&ids=22403نعيم بن أبي هند عن
nindex.php?page=showalam&ids=22355نبيط بن شريط عن
nindex.php?page=showalam&ids=19222سالم بن عبيد . وذكر قصة
موت رسول الله قال : ثم خرج
أبو بكر واجتمع
المهاجرون فجعلوا يتشاورون بينهم قال ثم قالوا : انطلقوا إلى إخواننا من
الأنصار فقالت
الأنصار منا أمير ومنكم أمير . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر سيفان في غمد إذا لا يصطلحان قال ثم أخذ بيد
أبي بكر فقال له : من له هذه الثلاث
إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا من صاحبه إذ هما في الغار من هما مع من قال ثم بايعه فبايعه الناس أحسن بيعة وأجملها .
فتأمل قوله فجعلوا يتشاورون بينهم فإنه قد صرح بأنها لم تكن فجاءة وأن القوم لم يعطوا الصفقة إلا بعد التشاور والتناظر واتفاق الملأ منهم على التقديم لحقه والرضا بإمامته والأخبار في هذا الباب كثيرة وفيما أوردناه كفاية .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14228أبو سليمان وكلام
أبي عبيد في الفصل الأول إذا تأملته تبينت منه نفس هذا المعنى وعلمت أنه إنما منع في الجملة ما أعطاه في التفصيل وذلك أنه قال إنما كانت بيعته فجاءة لأنه لم ينتظر بها العوام وإنما ابتدرها أكابر
[ ص: 126 ] أصحاب رسول الله من
المهاجرين وعامة
الأنصار إلا تلك الطيرة التي كانت من بعضهم ثم أصفقوا له كلهم لمعرفتهم أن ليس
nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر منازع ولا شريك في الفضل فتأمل كيف يقضي آخر كلامه على أوله وهل يشكل أن مثل الذي وصفه لا يكون فجاءة . قال ومعنى الحديث صحيح من حديث لا متعلق عليه لطاعن .
الفلتة عند العرب آخر ليلة من الأشهر الحرم .
.
أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=12104أبو عمر أنا
nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب عن
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي قال الفلتة الليلة التي يشك فيها كما يشك في اليوم فيقول قوم هي من شعبان ويقول قوم بل هي من رجب وبيان هذه الجملة أن العرب كانوا يعظمون الأشهر الحرم ويتحاجزون فيها فلا يتقاتلون يرى الرجل منهم قاتل أبيه فلا يمسه بسوء ولا ينداه بمكروه ولذلك كانوا يسمون رجبا شهر الله الأصم وذلك لأن الحرب تضع أوزارها فلا تسمع قعقعة سلاح ولا صوت قتال ويسمونه كذلك منصل الأسنة لأن الأسنة كانت تنزع من الرماح فلا يزال هذا دأبهم ما بقي من أشهر الحرم شيء إلى أن تكون آخر ليلة منها فربما يشك قوم فيقولون هي من الحل وبعضهم يقول بل هي من الحرم فيبادر الموتور الحنق في تلك الليلة فينتهز الفرصة في إدراك ثأره غير متلوم أن تنصرم عن يقين علم فيكثر الفساد في تلك الليلة وتسفك الدماء وتشن الغارات قال الشاعر يذكر ذلك
[ ص: 127 ] سائل لقيطا وأشياعها ولا تدعن وسلن جعفرا غداة العروبة من فلتة
لمن تركوا الدار والمحضرا
يعيرهم بالمقام أيام السلم والفرار لما حل القتال .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الإيادي يصف خيلا :
والخيل ساهمة الوجوه كأنما يقضمن ملحا
صادفن منصل آلة في فلته فحوين سرحا
فشبه
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أيام حياة رسول الله وما كان الناس عليه في عهده من اجتماع الكلمة وشمول الألفة ووقوع الأمنة بالشهر الحرام الذي لا قتال فيه ولا نزاع وكان موته شبيه القصة بالفلتة التي هي خروج من الحرم لما نجم عند ذلك من الخلاف وظهر من الفساد ولما كان من أمر أهل الردة ومنع العرب الزكاة وتخلف من تخلف من
الأنصار عن الطاعة جريا منهم على عادة العرب في أن لا يسود القبيلة إلا رجل منهم فوقى الله شرها بتلك البيعة المباركة التي كانت جماعا للخير ونظاما للألفة وسببا للطاعة . وقد روينا نص هذا المعنى عن
سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب .
.
أخبرني
الحسن بن عبد الرحيم نا
إسحاق بن إبراهيم قال قال لي
أبو عبيدة السري بن يحيى قال
شعيب بن عمر التميمي نا
nindex.php?page=showalam&ids=19563سيف بن عمر عن
مبشر عن
nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله قال قال لي
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر كانت إمارة
أبي بكر فلتة وقى الله شرها قلت وما الفلتة قال كان أهل الجاهلية يتحاجزون في الحرم فإذا كانت الليلة التي يشك فيها أدغلوا فأغاروا وكذلك كان يوم
[ ص: 128 ] مات رسول الله أدغل الناس من بين مدع إمارة أو جاحد زكاة فلولا اعتراض
أبي بكر دونها لكانت الفضيحة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14228أبو سليمان وفي هذه القصة حرف قد يشكل معناه وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر حين ازدحم الناس على مصافحة
أبي بكر للبيعة فوثبوا على
سعد وكان مضطجعا على فراشه فقال بعض
الأنصار قتلتم
سعدا فقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر "اقتلوه قتله الله" ومعناه والله أعلم أن هذه الكلمة جرت منه جوابا على مذهب المطابقة للفظ الأنصاري يريد بها إبطال معذرته في التثبيط عن البيعة مكان
سعد ولم يقصد بها إيقاع الفعل وإنما قال اقتلوه بمعنى لا تبالوا بما ناله من الضغط والألم وأقبلوا على شأنكم وأحكموا أمر البيعة وهذا في مذهب المطابقة كقوله
فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم فسمي الجزاء على العدوان عدوانا وإنما هو جزاء ومكافأة وليس بعدوان في الحقيقة وقال
عمرو بن كلثوم : ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
يريد فنجازيه على جهله ونزيد عليه .
وفيه وجه آخر وهو أن يكون المعنى اجعلوه كمن قتل واحسبوه في عداد من مات وهلك أي لا تعتدوا بمشهده ولا تعرجوا على قوله وذلك أن
سعدا إنما أحضر ذلك المقام لأن ينصب أميرا على قومه على مذهب العرب في الجاهلية أن لا يسود القبيلة إلا رجل منها وكان حكم الإسلام خلاف ذلك فأراد
[ ص: 129 ] nindex.php?page=showalam&ids=2عمر إبطاله بأغلظ ما يكون من القول وأبشعه وكل شيء أبطلت فعله وسلبت قوته فقد قتلته وأمته ولذلك قيل قتلت الشراب إذا مزجته لتقل سورته وتنكسر شدته قال
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت : إن التي هاتيتني فرددتها قتلت قتلت فهاتها لم تقتل
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر في خطبته : "لا تأكلوا من هاتين الشجرتين إلا أن تميتوهما طبخا " . يريد البصل والثوم أي تنضجوهما طبخا فتضعف قوتهما وتذهب حدتهما وحرافتهما ولهذا قيل للبليد الذي لا حراك به ولا انبعاث له في الأمور أنه لميت وعلى هذا المعنى يتأول قول
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر من دعا إلى إمارة نفسه أو غيره من المسلمين فاقتلوه يريد والله أعلم اجعلوه كمن قتل أو مات بأن لا تقبلوا له قولا ولا تقيموا له دعوة وعلى مثل ذلك يتأول حديثه المرفوع أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=660452 " إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما " .
أخبرناه
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي أخبرنا
إبراهيم بن الوليد الجشاش أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16365عبد الصمد بن عبد الوارث أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=21726أبو هلال الراسبي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب nindex.php?page=hadith&LINKID=660452عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال قال رسول الله : "إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما" يريد بذلك أن يخلع وتلغى بيعته حتى يكون في عداد من قتل وبطل والله أعلم
[ ص: 130 ] .