صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث ابن عمر أنه قال : لو رأيت قاتل عمر في الحرم ما ندهته .

أخبرناه محمد بن هاشم ، نا الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن ابن عمر .

النده : الزجر . قال الأصمعي : ومنه قول العرب : اذهب فلا أنده سربك أي : لا حاجة لي فيك ، قال : وأصل النده الزجر ؛ أي لا أرد إبلك ، قال : والسرب ساكنة الراء الإبل يقال : جاء سرب بني فلان إذا جاءت إبلهم .

قال : ويقال للمرأة عند الطلاق : اذهبي فلا أنده سربك فكانت تطلق بهذه الكلمة في الجاهلية ، وهو مثل قولهم : حبلك على غاربك ، وذلك أن الناقة إذا رعت وعليها خطامها ألقي على غاربها ، وتركت ليس عليها خطام ، وإذا رأت الخطام لم يهنئها شيء .

ويقال : إن حد النده في الزجر أن يقال : صه ومه ونحو ذلك ، يقول : لو رأيت قاتل عمر في الحرم لم أهجه ، ولم أعرض له ، ذهب إلى أن القاتل إذا [ ص: 406 ] اعتصم بالحرم لم يعرض له حتى يخرج منه ، على الظاهر من قوله عز وجل : ومن دخله كان آمنا .

وأكثر العلماء على أنه إذا قتل في الحرم أو خارجا منه ، ثم التجأ إليه فإنه يقام عليه الحد ، وأن الحرم لا يبطل حقا ولا يؤخره عن وقته ، وقيل لرسول الله صلى الله عليه : إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة ، فقال : " اقتلوه " .

حدثناه ابن السماك ، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، نا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ، نا مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه دخل مكة عام الفتح ، فجاء رجل فقال : يا رسول الله إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة ، فقال رسول الله : " اقتلوه " . وكان ابن خطل قتل رجلا من الأنصار .

حدثنيه محمد بن نافع ، نا إسحاق بن أحمد الخزاعي ، نا الأزرقي ، نا جدي ، عن سعيد بن سالم ، عن ابن جريج ، عن عكرمة بن خالد ، قال : " بعث النبي صلى الله عليه ابن خطل في حاجة وبعث معه رجلا من مزينة ورجلا من الأنصار ، وأمر الأنصاري عليهما ، فأما المزني فأطاعه ، ووثب ابن خطل عليه فقتله " .

التالي السابق


الخدمات العلمية