صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث ابن عمر : " أن رجلا قال له : إني أريد أن أصحبك ، قال لا تصحبني على جلال .

أخبرناه محمد بن هاشم ، نا الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار ، عن عبد الرحمن بن فروخ .

إنما كره ركوب الجلال ؛ لأن ريح الجلة يوجد في عرقها ، ولهذا المعنى " نهى صلى الله عليه عن أكل لحومها " .

قال الشافعي ، رحمة الله عليه في الإبل الجلالة : هي التي أكثر علفها العذرة اليابسة ، كره أكل لحومها ؛ لأن أرواح العذرة توجد في عرقها وجررها . ولحومها نغتذي بها ، فأما ما كان من الإبل أكثر علفه من غيرها وكان ينال منها قليلا فلا يبين في عرقه وجرره ؛ لأن اغتذاءه من غيره ، فليس بجلال منهي عنه .

قال : والجلالة منهي عن لحومها حتى تعلف علفا غيره فتصير به إلى أن [ ص: 410 ] يوجد عرقها وجررها قد انقلبت عما كانت تكون عليه فتؤكل إذا كانت هكذا قال : ولا تجد شيئا تستطيع أن تحده به أبين من هذا .

التالي السابق


الخدمات العلمية