صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث ابن عمر : " أنه كان يقول : إذا أقبل عبد الله بن الحارث جاء ببه ، قال وكان عبد الله غلاما حادرا ، وكانت أمه تنبزه ، أو تنزيه تقول :


لأنكحن ببه جارية خدبه

وفي رواية أخرى : تجب أهل الكعبة
.

يرويه النضر بن شميل ، عن الربيع بن مسلم ، عن عمرو بن دينار .

الحادر : الغليظ ، قال الأعشى :


وكل جوب مترص صنعه     وصادق أكعبه حادر

والجوب : الترس .

.

وأخبرني محمد بن نافع ، نا الخزاعي ، نا الأزرقي ، قال : قال محمد بن إسحاق ، وذكر قصة أبرهة صاحب الفيل ، وأنه كان رجلا قصيرا حادرا [ ص: 413 ] دحداحا ، وكان أصابته حربة فشرمت حاجبه وعينه وأنفه وشفتيه ، فلذلك سمي أبرهة الأشرم .

يريد بالحادر الغليظ السمين والدحداح مثله وإلى القصر ما هو ، والشرم القطع والشق .

قال ابن الأعرابي : ضاف رجلا ضيف ، فقدم إليه ثريدة ، فقال له : لا تصقعها ولا تقعرها ولا تشرمها ، فقال الضيف : فمن أين آكل ؟ قال : لا أدري ، فانصرف الرجل جائعا .

وقوله : ببه ، ذكر أبو عمر ، عن أبي العباس ، قال : يقال للرجل إذا كان ممتلئا نعمة وشبابا ببه .

وقال غيره هي كلمة يوصف بها الأحمق . والخدبة الغليظة ، يقال : رجل خدب وبعير خدب .

وقولها : تجب أهل الكعبة ، معناه تغلبهم بحسنها ، يقال جابت فلانة نساء بني فلان ، فجبتهن أي غلبتهن بالحسن والجمال .

التالي السابق


الخدمات العلمية