صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث أبي هريرة أنه قال : " إن في وعاء العشرة حقا لله واجبا ، قيل : يا أبا هريرة ، ما وعاء العشرة ؟ قال : رجل يدخل على عشرة عيل وعاء من طعام إن لم يؤد حقه حرق الله وجهه في نار جهنم .

يرويه عمر بن يونس اليمامي ، عن عكرمة بن عمار ، عن علقمة بن بجالة ، عن أبي هريرة .

قوله : عشرة عيل ، يريد عشرة أنفس يعولهم . قال الأصمعي : واحد العيال عيل ، والجمع عيايل ، مثل سيد وسيايد ويقال : رجل معيل إذا كان صاحب عيال ، قال امرؤ القيس : [ ص: 435 ] :


به الذئب يعوي كالخليع المعيل .



والعيل أيضا : الصبي الصغير ، وقد يكون اسما للواحد والجماعة . أنشدني أبو عمر ، أنشدنا ثعلب ، عن ابن الأعرابي :


إليك أشكو عرق دهر ذي خبل     وعيلا شعثا صغارا كالحجل

فجعله اسم جماعة ، وكذلك هو في قول أبي هريرة : ألا تراه يقول : عشرة عيل ، ولم يقل عيايل .

ومن هذا الباب حديث حنظلة الكاتب .

حدثناه ابن مالك ، حدثنا عمر بن حفص السدوسي ، نا عاصم بن علي ، نا أبي ، أخبرني الجريري ، عن أبي عثمان النهدي ، أخبرني حنظلة : رجل من بني تميم ، وكان من كتاب النبي صلى الله عليه ، قال : كنا عند النبي صلى الله عليه فوعظنا فرقت قلوبنا ، ودمعت أعيننا ، فرجعت إلى أهلي فدنت مني المرأة وعيل أو عيلان ، فأخذنا في الدنيا ، ونسيت ما كان عند النبي صلى الله عليه ، وذكر حديثا فيه طول .

التالي السابق


الخدمات العلمية