صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عمرو أن قبيصة بن جابر الأسدي قال : ما رأيت أقطع طرفا من عمرو .

يرويه البخاري ، عن محمد بن عباد ، عن ابن عيينة ، عن عبد الملك ، عن قبيصة [ ص: 488 ] .

قوله : أقطع طرفا يريد أذرب لسانا وأنفذ قولا منه .

قال ابن الأعرابي : ومن هذا قولهم : لا يدري أي طرفيه أطول ، وطرفاه ذكره ولسانه والطرف في أشياء منها اللسان ومنها البنان .

ويقال : للأصابع الأطراف والطرف الطائفة من الشيء ويقال : إنه لكريم الطرفين : أي الوالدين وقد يشبه اللسان الذرب بالسيف القاطع كقوله :


وفي فمي صارم كالسيف مأثور .



وقال آخر :


لساني وسيفي صارمان كلاهما     وللسيف أشوى وقعة من لسانيا

ومن هذا حديث معاذ بن جبل حين قال : له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اكفف عليك لسانك " فقال : يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : " ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " [ ص: 489 ] .

حدثناه الصفار ، نا الرمادي ، نا عبد الرزاق ، نا معمر ، عن عاصم عن أبي وائل ، عن معاذ .

والحصائد جمع حصيدة وهي ما حصد من الزرع شبه غرب اللسان وما يقتطع به من القول بحد المنجل وما يحصد به من الزرع .

التالي السابق


الخدمات العلمية