صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث أنس أن مصعب بن الزبير بلغه عن عريف الأنصار أمر فبعث إليه وهم به قال : أنس فقلت له : أنشدك الله في وصية رسول الله قال : فنزل عن فراشه وقعد على بساطه وتمعن عليه وقال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرأس والعين ، وأطلقه .

حدثنيه إبراهيم بن عبد الرحيم العنبري ، نا ابن أبي قماش ، نا ابن عائشة ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أنس .

[ ص: 511 ] قوله : تمعن أي اعترف له وأظهره . يقال : أمعن الرجل بحقي إذا اعترف به وأظهره .

قال أبو العباس ثعلب : هو مأخوذ من الماء المعين وهو الجاري الظاهر .

وقال غيره : معناه أنه تصاغر له وتقلل خضوعا لأمره وانقيادا له .

قال : وأراه مأخوذا من المعن ، وهو الشيء القليل .

ويقال : ما لفلان في هذا الأمر سعن ولا معن أي كثير ولا قليل وأنشد للنمر بن تولب :


فإن هلاك مالك غير معن .



أي غير قليل ولا هين .

.

وأخبرني أبو محمد الكراني ، نا عبد الله بن شبيب ، نا المنقري ، نا الأصمعي ، عن أبي عمرو بن العلاء قال إذا لم يكن الرجل له سداد في الأمر قيل له ما أنت في هذا الأمر بسعن ولا معن .

وقال إبراهيم بن السري : إنما سميت الزكاة ماعونا ، لأنه قليل يؤخذ من كثير ، مشتق من المعن قال : ووزنه فاعول من المعن .

قال أبو عبيدة : الماعون في الجاهلية : كل منفعة وعطية ، وفي الإسلام الطاعة والزكاة ، وأنشد للراعي :


قوم على الإسلام لما يمنعوا     ماعونهم ويضيعوا التهليلا



[ ص: 512 ] قال : وقال لي رجل : لقد صنعت بناقتك صنيعا تعطيك الماعون أي تنقاد لك .

قال أبو سليمان : ورواه بعضهم : وتمعك عليه ، وهذا أصح وأبين .

التالي السابق


الخدمات العلمية