صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث معاوية أنه قال لدغفل بن حنظلة : بم ضبطت ما أرى ؟ قال : بمفاوضة العلماء . قال : وما مفاوضة العلماء ؟ قال : كنت إذا لقيت عالما أخذت ما عنده وأعطيته ما عندي .

حدثنيه ابن الزيبقي ، نا أبي ، عن أبيه ، نا الأصمعي ، عن أبي هلال الراسبي ، عن قتادة .

.

أخبرني بعض أصحابنا ، عن أبي عمر ، قال : أصل المفاوضة : المساواة قال [ ص: 531 ] :

ومنها شركة المفاوضة وذلك لأن كل واحد من الشريكين يساوي صاحبه فيما يستفيده ولا ينفرد بشيء منه دون صاحبه قال ومنه قول الشاعر :


لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا

أي لا تصلح أمورهم وهم أكفاء متساوون في الدرجة ليس لهم رئيس يقودهم فيصدروا عن أمره ، وينتهوا إلى رأيه .

[وقال اللحياني : يقال : أمرهم فوضى بينهم وفضى بينهم : أي سواء بينهم ، وأنشد :


طعامهم فوضى فضى في رحالهم     ولا يحسبون السر إلا تناديا

ويروى الشر] .

التالي السابق


الخدمات العلمية