صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث معاوية أنه بلغه أن عبد الله بن جعفر حفف وجهد من بذله وإعطائه فكتب إليه يأمره بالقصد وينهاه عن السرف ، وكتب إليه بيتين من الشعر :


لمال المرء يصلحه فيغني مفاقره أعف من القنوع     يسد به نوائب تعتريه
من الأيام كالنهل الشروع



[ ص: 535 ] يرويه الحسن بن عبد العزيز الجروي ، نا أبو مسهر ، حدثني إسماعيل بن معاوية ، سمعت يونس بن حلبس يذكره .

قوله : حفف : أي قل ماله .

قال ابن السكيت : الحفف : قلة المأكول وكثرة الأكلة ، والضفف : كثرة العيال ، والقنوع : مسألة الحاجة يقال : قنع يقنع قنوعا إذا سأل . وقال أعرابي لقوم سألهم : الحمد لله الذي أقنعني إليكم ، يريد أحوجني .

.

وأخبرني أبو محمد الكراني ، نا عبد الله بن شبيب ، نا المنقري ، عن الأصمعي قال : رأيت أعرابيا يقول في دعائه : اللهم إني أعوذ بك من القنوع والخنوع والخضوع وما يغض طرف المرء ويغري به لئام الناس .

وأراد بالنهل الشروع الإبل الشارعة نحو الماء وضرب الإبل مثلا لنوائب الدهر في تتابعها والشعر للشماخ .

التالي السابق


الخدمات العلمية