وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14228أبو سليمان في حديث
ابن الزبير أنه خطب في اليوم الذي قتل فيه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إن الموت قد تغشاكم سحابه ، وأحدق بكم ربابه ، واخلولق بعد تفرق ، وارجحن بعد تبسق ، وهو منضاخ عليكم بوابل البلايا تتبعها المنايا فاجعلوا السيوف للمنايا فرضا [ ص: 567 ] ورهيش الثرى غرضا ، واستعينوا على ذلك بالصهر فإنه لن تدرك مكرمة مونقة ولا فضيلة سابقة إلا بالصبر .
يرويه
nindex.php?page=showalam&ids=20171عبد الله بن الأجلح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن
أبيه .
الرباب من السحاب ما تدانى منها فرئي كالمتعلق بها قال الشاعر :
كأن الرباب دوين السما ء نعام تعلق بالأرجل
وقوله : اخلولق : أي اجتمع وتهيأ للمطر ، وخلاقة المطر في السحاب علامته .
وقوله : ارجحن : أي ثقل حتى مال من ثقله .
وقوله : بعد تبسق : أي طول وارتفاع يقال : بسق الشيء إذا طال وارتفع .
وقوله : وهو منضاخ عليكم : أي منصب عليكم يقال : انضاخ الماء وانضخ إذا انصب . والوابل أشد المطر
[ ص: 568 ] وقوله : اجعلوا السيوف للمنايا فرضا أي طرقا إلى المنايا وأصل الفرض المشارع إلى الماء واحدها فرضة .
وقوله : ورهيش الثرى غرضا ، فيه وجهان :
أحدهما : أن يكون أراد لزوم الأرض يقاتلون على أرجلهم لئلا يحدثوا أنفسهم بالفرار ، وكذلك يفعل البطل إذا رهق نزل عن دابته واستقتل لعدوه .
والآخر : أن يكون أراد به القبر ، يقول : اجعلوا غايتكم الموت .
والرهيش من التراب : المنثال الذي لا يتماسك ، والارتهاش : الاضطراب .
[ ص: 569 ]