صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عائشة أنها قالت لم تكن واحدة من نساء النبي صلى الله عليه تناصيني في حسن المنزلة عنده غير زينب بنت جحش .

من حديث ابن إسحاق ، حدثني محمد بن مسلم ، عن عروة ، عن عائشة . قولها : تناصيني : أي تنازعني ، والأصل في المناصاة : أن يختصم اثنان فيأخذ هذا بناصية ذاك وذاك بناصية هذا . يقال : تناصى الرجلان إذا فعلا ذلك .

ومنه حديث عبيد الله بن عمر بن الخطاب ، أخبرناه محمد بن هاشم ، نا الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب : أن عمر بن الخطاب لما قتل خرج ابنه عبيد الله فقتل الهرمزان وابنة له صغيرة ، ثم أتى جفينة ، فلما أشرف له علاه بالسيف فصلب بين عينيه فأنكر عثمان قتله النفر فثار إليه فتناصيا حتى حجز الناس بينهما ، ثم ثار إليه سعد بن أبي وقاص فتناصيا : أي أخذ كل واحد منهما بناصية صاحبه ، والناصية : الشعر المسترسل على الجبهة ، ومنه الحديث في الخيل أنها معقود [ ص: 580 ] بنواصيها الخير ، وقال عمرو بن معد يكرب :


أعباس لو كانت شيارا جيادنا بتثليث ما ناصيت بعدي الأحامسا

والشيار : السمان ، يقال : اشتارت الإبل إذا سمنت .

التالي السابق


الخدمات العلمية