صفحة جزء
حديث صلة بن أشيم [رحمه الله]

1006 - وقال " أبو عبيد " في حديث " صلة بن أشيم": " طلبت الدنيا مظان حلالها فجعلت لا أصيب منها إلا قوتا، أما أنا فلا أعيل فيها، وأما هي فلا تجاوزني، فلما رأيت ذلك قلت: أي نفس أجعل رزقك كفافا، فاربعي، فربعت، ولم تكد".

قال: حدثناه " ابن علية" ، عن " يونس" ، عن " الحسن" ، عن " أبي الصهباء، صلة بن أشيم".

قوله: مظان حلالها: يعني مواضع الحلال، يقال: موضع كذا وكذا مظنة [ ص: 425 ] من فلان: أي معلم منه، وقال " النابغة":


فإن مظنة الجهل الشباب

ويروى: السباب: أي موضعه، ومعدنه.

وأما قوله: فلا أعيل فيها: لا أفتقر.

وقال " الكسائي": يقال: قد عال الرجل يعيل عيلة: إذا احتاج وافتقر، وقال الله - تبارك وتعالى: وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله

قال: وإذا أراد أنه كثر عياله، قيل: أعال يعيل، وهو رجل معيل.

وأما قوله [عز وجل] ذلك أدنى ألا تعولوا فليس من الأول ولا الثاني، يقال: معناه: لا تميلوا، ولا تجوروا.

قال: حدثنيه " يحيى بن سعيد" ، عن " يونس بن أبي إسحاق" ، عن [ ص: 426 ] " مجاهد".

والعول أيضا: عول الفريضة، وهي أن تزيد سهامها، فيدخل النقصان على أهل الفرائض، [قال " أبو عبيد "] وأظنه مأخوذا من الميل، وذلك أن الفريضة إذا عالت فهي تميل على أهل الفريضة جميعا، فتنتقصهم.

وقوله: " كفافا فاربعي" يقول: اقتصري على هذا، وارضي به.

يقال للرجل: قد ربع على المنزل: إذا أقام عليه، وفلان لا يربع على فلان: إذا لم يقم عليه [ ص: 427 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية