صفحة جزء
102 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

أنه سأل رجلا، فقال: ما تدعو في صلاتك؟ فقال الرجل: "أدعو بكذا وكذا، وأسأل ربي الجنة، وأتعوذ به من النار، فأما دندنتك، ودندنة معاذ، فلا نحسنها".

قال: حدثنيه عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، عن أبي صالح، و"ليث" عن "مجاهد". قال "ابن إدريس" قال "الأعمش" في حديثه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "حولهما ندندن".

قال: وقال "ليث": "عنهما ندندن".

قال أبو عبيد، الدندنة: أن يتكلم الرجل بالكلام تسمع نغمته به، ولا تفهمه عنه؛ لأنه يخفيه [ ص: 328 ] .

وإنما أراد أن هذا الذي تسمعه منا، إنما هو من أجل الجنة والنار، فهذه الدندنة. والهينمة نحو من تلك، وهي أخفى منها.

ومن ذلك حديث "عمر [ - رضي الله عنه - ] الذي يروى عنه في إسلامه: "أنه أتى منزل أخته "فاطمة" امرأة "سعيد بن زيد"، وعندها "خباب" وهو يعلمها سورة "طه" فاستمع على الباب، فلما دخل، قال: "ما هذه الهينمة التي سمعت"؟

يقال منه: هينم الرجل يهينم هينمة.

وكذلك هتملت هتملة بمعناها.

وقال "الكميت":


ولا أشهد الهجر والقائليه إذا هم بهينمة هتملوا



التالي السابق


الخدمات العلمية