صفحة جزء
1022 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عروة بن الزبير": " ليمنك، لئن كنت ابتليت لقد عافيت، ولئن كنت أخذت لقد أبقيت".

قال: حدثناه " أبو معاوية" ، عن " هشام بن عروة" ، عن " أبيه".

قوله: ليمنك وأيمنك: إنما هي يمين حلف بها، وهذا كقولهم: يمين الله كانوا يحلفون بها، قال " امرؤ القيس" [ ص: 448 ] :


فقلت يمين الله أبرح قاعدا ولو ضربوا رأسي لديك وأوصالي

فحلف بيمين الله، ثم يجمع اليمين أيمنا، كما قال " زهير":


فتجمع أيمن منا ومنكم     بمقسمة تمور بها الدماء

ثم يحلفون بأيمن الله، فيقولون: أيمن الله لا أفعل ذلك، وأيمنك يا رب: إذا خاطب ربه، فعلى هذا قال " عروة": " ليمنك، لئن كنت ابتليت لقد عافيت" ، فهذا هو الأصل في أيمن الله، ثم كثر هذا في كلامهم، وخف على ألسنتهم، حتى حذفوا النون، كما حذفوا من قولهم: لم يكن، فقالوا: لم يك، وكذلك قالوا: أيمن الله لأفعلن ذاك، وأيم الله لأفعلن ذاك، وفيها لغات سوى هذا كثيرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية