صفحة جزء
105 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

أنه صلى فأوهم في صلاته.

فقيل له: يا رسول الله! كأنك أوهمت في صلاتك؟

فقال: "وكيف لا أوهم ورفغ أحدكم بين ظفره وأنملته".


قال: حدثنيه هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، يرفعه.

قال "الأصمعي": جمع الرفغ أرفاغ، وهي الآباط، والمغابن من الجسد، يكون ذلك في الإبل والناس.

قال أبو عبيد: ومعناه في الحديث: ما بين الأنثيين وأصول الفخذين، وهو من المغابن [ ص: 333 ] .

وما يبين ذلك حديث "عمر" [ - رحمه الله - ] :

"إذا التقى الرفغان فقد وجب الغسل".

قال: حدثنيه محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن عطية بن قيس، عن "عمر" [رحمه الله] .

قال أبو عبيد: أراد: إذا التقى ذلك من الرجل والمرأة، ولا يكون هذا إلا بعد التقاء الختانين.

فهذا يبين [لك] موضع الرفغ.

فمعنى الحديث المرفوع: أنه أراد أن أحدكم يحك ذلك الموضع من جسده، فيعلق درنه ووسخه بأصابعه، فيبقى بين الظفر والأنملة.

وإنما أنكر من ذلك طول الأظفار، وترك قصها.

يقول: فلولا أنكم لا تقصونها حتى تطول ما بقي الرفغ هناك.

هذا وجه الحديث.

وما يبين ذلك حديثه الآخر، واستبطأ الناس الوحي، فقال [ ص: 334 ] :

"وكيف لا يحتبس الوحي، وأنتم لا تقلمون أظفاركم، ولا تقصون شواربكم، ولا تنقون براجمكم".


قال: حدثناه أبو محياة، عن منصور، عن مجاهد، يرفعه.

قال "الأصمعي" يقال: أوهم الرجل في كتابه وفي كلامه يوهم إبهاما: إذا ما أسقط منه شيئا.

ويقال: وهم يوهم: إذا غلط.

ويقال: وهم إلى الشيء يهم وهما: إذا ذهب وهمه إليه.

التالي السابق


الخدمات العلمية