132 - وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=700619 "اتقوا الله في النساء، فإنهن عندكم عوان".
قوله: عوان، واحدتها عانية، وهي الأسيرة.
يقول: إنما هن عندكم بمنزلة الأسراء.
ويقال للرجل من ذلك: هو عان، وجمعه عناة
[ ص: 408 ] .
ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=652819 "عودوا المريض، وأطعموا الجائع، وفكوا العاني" يعني الأسير، ولا أظن هذا مأخوذا إلا من الذل والخضوع؛ لأنه يقال لكل من ذل واستكان: قد عنا يعنو، وقال الله - تبارك وتعالى - :
وعنت الوجوه للحي القيوم والاسم من ذلك العنوة، قال "القطامي" يذكر امرأة:
ونأت بحاجتنا وربت عنوة لك من مواعدها التي لم تصدق
[يقول استكانة لها، وخضوعا لمواعدها ثم لا تصدق] .
ومنه قيل: أخذت البلاد عنوة، إنما هو بالقهر والإذلال
وقد يقال للأسير أيضا: الهدي، قال
"المتلمس" يذكر
"طرفة" ومقتل
"عمرو بن هند" إياه بعد أن كان سجنه:
كطريفة بن العبد كان هديهم ضربوا صميم قذاله بمهند
[ ص: 409 ] وأظن المرأة إنما سميت هديا لهذا المعنى؛ لأنها كالأسيرة عند زوجها، قال "عنترة":
ألا يا دار عبلة بالطوي كرجع الوشم في كف الهدي
وقد يكون أن تكون سميت هديا: لأنها تهدى إلى زوجها، فهي هدي: فعيل في موضع مفعول، فقال: هدي، يريد مهدية.
يقال منه: هديت المرأة إلى زوجها أهديها هداء بغير ألف، قال
"زهير بن أبي سلمى المزني": فإن تكن النساء مخبآت فحق لكل محصنة هداء
يعني أن تهدى إلى زوجها، وليس هذا من الهدية في شيء
لا يقال من الهدية إلا أهديت إهداء، ومن المرأة هديت.
وقد زعم بعض الناس أن في المرأة لغة أخرى: أهديت، والأول أفشى في كلامهم وأكثر
[ ص: 410 ] .