صفحة جزء
133 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أنه مر هو وأصحابه، وهم محرمون بظبي حاقف في ظل شجرة فقال: "يا فلان! قف هاهنا حتى يمر الناس، لا يربه أحد بشيء".

قال: حدثناه هشيم، ويزيد [بن هارون] ، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن عمير بن سلمة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 411 ] .

وقال يزيد: عن عمير، عن البهزي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - صح.

قوله حاقف: يعني الذي قد انحنى، وتثنى في نومه، ولهذا قيل للرمل إذا كان منحنيا حقف، وجمعه أحقاف، ويقال في قول الله - تبارك وتعالى - : إذ أنذر قومه بالأحقاف إنما سميت منازلهم بهذا؛ لأنها كانت بالرمال.

وأما في بعض التفسير في قوله [سبحانه] "بالأحقاف" قال: بالأرض، وأما المعروف في كلام العرب، فما أخبرتك، قال "امرؤ القيس":


فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى بنا بطن خبت ذي حقاف عقنقل

وواحد الحقاف حقف.

ومنه يقال للشيء إذا انحنى: قد احقوقف، قال "العجاج":


مر الليالي زلفا فزلفا     سماوة الهلال حتى احقوقفا



[ ص: 412 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية