صفحة جزء
146 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قيل له: "إن صاحبا لنا أوجب".

وهذا حديث يروى عن إبراهيم بن أبي عبلة الشامي، عن فلان بن الغريف، قال:

قلنا لواثلة بن الأسقع حدثنا عن رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] حديثا ليست فيه زيادة ولا نقصان.

فقال: ومن يستطيع أن يحدث حديثا ليست فيه زيادة إلا أنا.

"أتينا رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] يوما، فقلنا: إن صاحبا لنا أوجب، فقال: "مروه فليعتق رقبة".

قوله: أوجب: يعني ركب كبيرة أو خطيئة موجبة يستوجب بها النار.

يقال في ذلك للرجل: قد أوجب، وكذلك الحسنة يعملها توجب له الجنة.

فيقال لتلك الحسنة، و [تلك] السيئة موجبة.

ومنه حديثه في الدعاء: "اللهم إني أسألك موجبات رحمتك" [ ص: 441 ] .

ومنه حديث "إبراهيم": "كانوا يرون أن المشي إلى المسجد في الليلة المظلمة ذات المطر والريح أنها موجبة".

قال [أبو عبيد] : حدثناه جرير، عن أبي معشر، عن إبراهيم.

قال "أبو عبيد": وهذا من أعجب ما يجيء من الكلام: أن يقال للرجل: قد أوجب، وللحسنة والسيئة قد أوجبت.

وهذا مثل قولهم: قد تهيبني [الشيء] ، وقد تهيبت الشيء بمعنى واحد، وقال الشاعر: [وهو تميم بن مقبل] :


وما تهيبني الموماة أركبها إذا تجاوبت الأصداء بالسحر

أراد: وما أتهيبها [ ص: 442 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية