صفحة جزء
169 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : حين خرج هو و"أبو بكر" مهاجرين إلى "المدينة" من "مكة "، فمرا [ ص: 77 ] "بسراقة بن مالك بن جعشم" فقال: هذان "فر قريش" ألا أرد على قريش فرها؟

قال: حدثناه "معاذ بن معاذ" عن "ابن عون" عن "عمير ابن إسحاق ". قوله: فر قريش: يريد الفارين من "قريش ".

يقال منه: رجل فر، ورجلان فر، ورجال فر، ولا يثنى، ولا يجمع، قال "أبو ذؤيب" يصف صائدا أرسل كلابا على ثور، فحمل عليها [ ص: 78 ] الثور، ففرت منه، فرماه الصائد، ليشغله عن الكلاب، فقال:


فرمى لينقذ فرها، فهوى له سهم فأنفذ طرتيه المنزع

يعني السهم أنفذ طرتيه، وهما جانباه.

وفي حديث "سراقة" من غير حديث "ابن عون ":

"أنه طلبهما، فرسخت قوائم دابته في الأرض، فسألهما أن يخليا عنه، فخرجت قوائمها، ولها عثان" [ ص: 79 ] .

قال: حدثناه "محمد بن كثير" عن "معمر" عن "الزهري" يسنده إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - :

قوله: "عثان ": أصله الدخان، وجمع العثان عواثن، وجمع الدخان دواخن، وهذا جمع على غير قياس، ولا نعلم في الكلام شيئا يشبههما.

وإنما أراد بقوله : ولها عثان الغبار، شبه غبار قوائمها بالدخان.

التالي السابق


الخدمات العلمية