صفحة جزء
175 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين ذكر الفتن.

فقال له "حذيفة ": أبعد هذا الشر خير؟

فقال: "هدنة على دخن وجماعة على أقذاء"
[ ص: 104 ] .

هذا حدثنيه "أبو النضر هاشم بن القاسم" عن "سليمان بن المغيرة" عن "حميد بن هلال" عن "نصر بن عاصم الليثي" عن "اليشكري" عن "حذيفة" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :

قوله: "هدنة على دخن ": تفسيره في الحديث: لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه "، ومذهب الحديث على هذا.

وأصل الدخن أن يكون في لون الدابة أو الثوب، أو غير ذلك كدورة إلى سواد، [ ص: 105 ] قال "المعطل الهذلي" يصف السيف:


لين حسام لا يليق ضريبة في متنه دخن وأثر أحلس

قوله: "دخن" يعني الكدورة إلى السواد [ ص: 106 ] .

[قال] : ولا أحسب الدخن أخذ إلا من الدخان، وهو شبيه بلون الحديد فوجهه أنه يقول: تكون القلوب هكذا، لا يصفو بعضها لبعض ولا ينصع حبها كما كانت، وإن لم تكن فيهم فتنة.

وأما قوله: "جماعة على أقذاء" فإن هذا مثل.

يقول: "اجتماعهم على فساد من القلوب "، وهو مشبه بقذى [ ص: 107 ] العين.

التالي السابق


الخدمات العلمية