صفحة جزء
178 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "عجب ربكم من إلكم وقنوطكم وسرعة إجابته إياكم [ ص: 119 ] .

يروى هذا عن "عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة" ابن أخي الماجشون، عن "محمد بن عمرو" يرفعه.

ويرويه بعض المحدثين: "من أزلكم" وأصل الأزل: الشدة.

قال: وأراه المحفوظ، فكأنه أراد من شدة قنوطكم ويأسكم فإن كان المحفوظ قوله: "من إلكم "، فإني أحسبها من ألكم، وهو أشبه بالمصادر [ ص: 120 ] .

يقال منه" أل يؤل ألا، وأللا وأليلا: وهو أن يرفع الرجل صوته بالدعاء، أو يجأر فيه، وقد قال "الكميت" شيئا شبيها بهذا، قال يمدح رجلا:


وأنت ما أنت في غبراء مظلمة إذا دعت ألليها الكاعب الفضل

[ ص: 121 ] فقد يكون ألليها أنه أراد الألل، ثم ثنى، كأنه يريد صوتا بعد صوت.

ويكون ألليها: أن يريد حكاية أصوات النساء بالنبطية إذا صرخن:

وقد يقال لكل شيء محدد: هو مؤلل.

قال "طرفة" يذكر أذني الناقة، ويصف حدتهما وانتصابهما:


مؤللتان تعرف العتق فيهما     كسامعتي شاة بحومل مفرد

[ ص: 122 ] والأل أيضا في غير هذا [الموضع] .

قال "الأصمعي ": يقال: قد أل الرجل في السير يؤل ألا: إذا أسرع.

وكذلك: قد أل لونه يؤل ألا: إذا صفا وبرق، وأظن قول "أبي دؤاد الإيادي" من أحد هذين، وذلك أنه ذكر فرسا أنثى صاد عليها الوحش، فقال:


فلهزتهن بها يؤل فريصها     من لمع رابئنا وهن عوادي

[ ص: 123 ] يقول: لما لمع الرابئ إلينا بالوحش، ركبت الفرس في آثارهن.

التالي السابق


الخدمات العلمية