صفحة جزء
185 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"إن الدنيا حلوة خضرة، فمن أخذها بحقها بورك له فيها" [ ص: 146 ] .

[ويروى: إن هذا المال حلو خضر فمن أخذه بحقه.... ] .

قال: حدثنيه "يزيد" عن "محمد بن عمرو" عن "المقبري" عن "عبيد سنوطا" قال: دخلنا على "أم محمد امرأة حمزة بن عبد المطلب فذكرت ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

[قال "أبو عبيد"] : قوله: "خضرة ": يعني الغضة الحسنة، وكل شيء غض طري فهو خضر.

وأصله من خضرة الشجر.

ومنه قيل للرجل إذا مات شابا غضا: قد اختضر.

قال [أبو عبيد] : وحدثني بعض أهل العلم: أن شيخا كبيرا من العرب كان قد أولع به شاب من شبابهم، فكلما رآه [ ص: 147 ]

قال: [قد] أجززت يا أبا فلان!

يقول: قد آن لك أن تجزز، يعني الموت.

فيقول له الشيخ: أي بني!

وتختضرون: أي تموتون شبابا.

ومنه قيل: خذ هذا الشيء خضرا مضرا.

فالخضر: الحسن الغض، والمضر إتباع.

وقال الله - تبارك وتعالى - : فأخرجنا منه خضرا [ ص: 148 ] .

يقال: إنه الأخضر، وهو من هذا.

وإنما سمي الخضر؛ لأنه كان إذا جلس في موضع اخضر - ما حوله.

التالي السابق


الخدمات العلمية