صفحة جزء
193 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : الذي يحدثه عنه "البراء بن عازب" - رحمه الله - قال: " كنا إذا [ ص: 217 ] صلينا معه [ - صلى الله عليه وسلم - ] فرفع رأسه من الركوع، قمنا خلفه صفونا، فإذا سجد تبعناه ".

قال: حدثناه "هشيم" قال: أخبرنا "العوام بن حوشب "، عن "عذرة بن الحارث" عن "البراء ".

قوله: صفونا، يفسر الصافن تفسيرين.

فبعض الناس يقول: كل صاف قدميه قائما فهو صافن.

ومما يحقق ذلك حديث "عكرمة [ ص: 218 ] .

قال: حدثناه "عبد الرحمن بن مهدي" عن "إسماعيل بن مسلم العبدي" عن "مالك بن دينار" قال: رأيت "عكرمة" يصلي، وقد صفن بين قدميه، واضعا إحدى يديه على الأخرى.

والقول الآخر: أن الصافن من الخيل الذي قد قلب أحد حوافره، وقام على ثلاث قوائم.

ومما يحقق ذلك قوله [ - سبحانه - ] : فاذكروا اسم الله عليها صوافن ، هكذا هي في قراءة "ابن عباس" - رحمه الله - وفسرها: معقولة إحدى يديها على ثلاث قوائم [ ص: 219 ] .

قال: حدثناه "أبو معاوية" عن "الأعمش" عن "أبي ظبيان" عن "ابن عباس ".

قال: وحدثني "كثير بن هشام" عن "جعفر بن برقان" عن "ميمون بن مهران" قال في قراءة "ابن مسعود" "صوافن" قال: يعني قياما.

قال" أبو عبيد ": فقد اجتمعت قراءة "ابن عباس" و "ابن مسعود" على "صوافن ".

قال: وحدثني "ابن مهدي" عن "سفيان" عن "منصور" عن مجاهد قال: من قرأها "صوافن" أراد: معقولة.

ومن قرأها "صواف" أراد: أنها قد صفت يديها.

وكلاهما له معنى [ ص: 220 ] .

وقد روي عن "الحسن" غير هاتين القراءتين.

قال: حدثنا "هشيم" عن "منصور" عن "الحسن" أنه قرأ: "صوافي" [ - غير منون بالياء - ] ، وقال: خالصة لله.

[قال "أبو عبيد] : كأنه يذهب إلى جمع صافية.

التالي السابق


الخدمات العلمية