صفحة جزء
20 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال لعائشة، وسمعها تدعو على سارق سرقها، فقال: "لا تسبخي عنه بدعائك عليه".

قال: حدثناه ابن مهدي، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -

قال الأصمعي: [لا تسبخي] يقول: لا تخففي عنه بدعائك عليه.

وهذا مثل الحديث الآخر:

"من دعا على من ظلمه، فقد انتصر".

وكذلك كل من خفف عنه شيء فقد سبخ عنه.

[قال] : يقال: اللهم سبخ عني الحمى: أي سلها، وخففها [ ص: 160 ] .

قال أبو عبيد: ولهذا قيل لقطع القطن إذا ندف: سبائخ، ومنه قول "الأخطل" يصف القناص والكلاب:


فأرسلوهن يذرين التراب كما يذري سبائخ قطن ندف أوتار

يعني ما يتساقط من القطن.

قال أبو زيد والكسائي: يقال سبخ الله عنا الأذى: يعني كشفه وخففه.

ويقال لريش الطائر الذي يسقط: سبيخ؛ لأنه يغسل، فيسقط عنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية