صفحة جزء
217 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "اقتلوا شيوخ المشركين، واستحيوا شرخهم" [ ص: 291 ] .

قال: حدثناه "أبو معاوية" عن "حجاج بن أرطاة" عن "قتادة" عن "الحسن" عن "سمرة [بن جندب] " عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :

يقال: فيه قولان:

أحدهما: أنه يريد بالشيوخ الرجال المسان أهل الجلد منهم - والقوة على القتال، ولا يريد الهرمى.

يبين ذلك حديث "أبي بكر" - رحمه الله - حين أوصى "يزيد بن أبي سفيان" فقال: "لا تقتل شيخا كبيرا" [ ص: 292 ] .

وقوله: "شرخهم "، يريد الشباب، ومعناه في هذا القول: الصغار الذين لم يدركوا، فصار تأويل الحديث:

"اقتلوا الرجال، واستحيوا الصغار ".

وأما التفسير الآخر، فإنه يريد بالشيوخ الهرمى الذين إن سبوا لم ينتفع بهم للخدمة.

واستحيوا الشباب: يعني أهل الجلد من الرجال الذين يصلحون للملك والخدمة.

قال "حسان [بن ثابت] " في الشرخ:


إن شرخ الشباب والشعر الأسـ ود ما لم يعاص كان جنونا

[ ص: 293 ] وقوله: : استحيوا "، إنما هو استفعلوا من الحياة، أي دعوهم أحياء لا تقتلوهم.

ومنه قول الله - تبارك وتعالى - فيما يروى في التفسير: "يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم" [ ص: 294 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية