صفحة جزء
22 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"إن الإسلام ليأرز إلى المدينة كما تأزر الحية إلى جحرها".

قال الأصمعي: قوله: يأزر: ينضم إليها، ويجتمع بعضه إلى بعض فيها وأنشدنا لرؤبة يذم رجلا [ ص: 164 ] :


فذاك بخال أروز الأرز

يعني أنه لا ينبسط للمعروف، ولكنه ينضم بعضه إلى بعض.

قال الأصمعي: وأخبرني عيسى بن عمر - عن أبي الأسود الدؤلي أنه قال:

إن فلانا إذا سئل أرز، وإذا دعي اهتز - أو قال: انتهز، شك أبو عبيد - قال: يعني أنه إذا سئل المعروف تضام، وإذا دعي إلى طعام أو غيره مما يناله اهتز لذلك، [و] قال "زهير":


بآرزة الفقارة لم يخنها     قطاف في الركاب ولا خلاء

الآرزة: الشديدة المجتمع بعضها إلى بعض: يعني الناقة، والفقارة: فقارة [ ص: 165 ] الصلب.

قال أبو عبيد: سمعت الكسائي يقول: الدؤلي، وقال ابن الكلبي: الديلي، وهو الصواب عندنا.

التالي السابق


الخدمات العلمية