صفحة جزء
23 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال لابن مسعود:

"إذنك علي أن ترفع الحجاب، وتستمع سوادي حتى أنهاك".

قال: حدثناه حفص، عن الحسن بن عبيد الله النخعي، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله [بن مسعود] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الأصمعي: السواد: السرار.

يقال منه: ساودته مساودة وسوادا: إذا ساررته، ولم يعرفها - برفع السين. سوادا.

قال أبو عبيد: ويجوز الرفع، وهو بمنزلة جوار وجوار، فالجوار المصدر، والجوار: الاسم [ ص: 166 ] وقال الأحمر: هو من إدناء سوادك من سواده، وهو الشخص.

قال أبو عبيد: وهذا من السرار أيضا؛ لأن السرار لا يكون إلا بإدناء السواد من السواد، [و] أنشدنا الأحمر:


من يكن في السواد والدد والإغرا م زيرا فإنني غير زير

قوله: زيرا: هو الرجل يحب مجالسة النساء ومحادثتهن.

[قال أبو عبيد] : وسئلت بنت الخس: لم زنيت، وأنت سيدة نساء قومك؟

قالت: قرب الوساد، وطول السواد، والدد، واللهو، واللعب.

[قال أبو عبيد: والدد: اللهو واللعب] .

ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"ما أنا من دد، ولا الدد مني".

قال: حدثناه نعيم بن حماد، عن ابن الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، [ ص: 167 ] عن رجل قد سماه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ذلك.

قوله: الدد: هو اللعب واللهو.

قال الأحمر: وفي الدد ثلاث لغات:

يقال: هذا دد على مثال يد ودم.

وهذا ددا [على] مثال قفا وعصا

وهذا ددن [على] مثال حزن.

قال الأعشى:


أترحل من ليلى، ولما تزود     وكنت كمن قضى اللبانة من دد

وقال عدي بن زيد:


أيها القلب تعلل بددن     إن همي في سماع وأذن



التالي السابق


الخدمات العلمية