صفحة جزء
25 - [و] قال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"أنه أتى على بئر ذمة".

قال: حدثنيه أبو النصر، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن يونس، عن البراء بن عازب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 169 ] .

قال الأصمعي: الذمة: القليلة الماء، يقال: هي بئر ذمة، وجمعها ذمام.

قال أبو عبيدة: قال ذو الرمة يصف عيون الإبل أنها قد غارت من طول السير:


على حميريات كأن عيونها ذمام الركايا أنكرتها المواتح

قوله: أنكرتها: يعني أنفدت ماءها، والمواتح: المستقية.

وفي الحديث: قال "البراء بن عازب": "فنزلنا فيها ستة ماحة".

قال: والماحة واحدهم ماتح، وهو الذي إذا قل ماء الركية حتى لا يمكن أن يعترف منها بالدلو، نزل رجل، فغرف منها بيديه، فيجعله في الدلو، فهذا المائح، قال ذو الرمة:


ومن جوف ماء عرمض الحول فوقه     متى يحس منه ماتح القوم يثفل

وقال الشاعر:


يأيها المائح دلوي دونكا     إني رأيت الناس يحمدونكا

والمائح في أشياء سوى هذا [ ص: 170 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية