صفحة جزء
257 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أتاه "عدي بن حاتم" قبل إسلامه، فعرض عليه الإسلام، فقال له "عدي ": إني من دين.

وقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - :

" إنك تأكل المرباع، وهو لا يحل لك في دينك.

وقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - :

إنك من أهل دين يقال لهم: الركوسية"
[ ص: 463 ] .

فيروي تفسير الركوسية عن "ابن سيرين" أنه قال:

"هو دين بين النصارى والصابئين "

فقوله: "من دين "، يريد: من أهل دين.

وأما [قوله] : "المرباع "، فإنه شيء [ ص: 464 ] كان يخص به الرئيس في مغازيهم يأخذ ربع الغنيمة خالصا له دون أصحابه.

وكذلك يروى في حديث آخر عن "عدي بن حاتم" [أنه] قال:

"ربعت في الجاهلية، وخمست في الإسلام ".

وقد كان للرئيس مع المرباع أشياء أيضا سواه، قال الشاعر يمدح رجلا:


لك المرباع فيها والصفايا وحكمك والنشيطة والفضول [ ص: 465 ]

فالمرباع: ما وصفنا.

والصفايا: واحدها صفي، وهو ما يصطفيه لنفسه، أي يختاره من الغنيمة أيضا قبل القسم.

وحكمه: ما احتكم فيها من شيء كان له.

والنشيطة: ما مروا به في غزاتهم على طريقهم سوى المغار الذي قصدوا له.

والفضول: ما فضل عن القسم، فلم يمكنهم أن يبعضوه صار له أيضا.

فكل هذه الخلال كانت لرؤساء الجيوش من الغنائم.

وفي الحديث:

"أن الناس كانوا علينا ألبا واحدا" [ ص: 466 ] .

فالألب: أن يكونوا مجتمعين على عداوتهم.

يقال "بنو فلان" ألب على "بني فلان ": إذا كانوا يدا واحدة عليهم بالعداوة.

ويقال: تألب القوم [تألبا] [ ص: 467 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية