صفحة جزء
269 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سأل عن سحائب مرت، فقال:

" كيف ترون قواعدها وبواسقها، [ورحاها] ، أجون أم غير ذلك؟ أم كيف ترون رحاها؟ [ ص: 500 ] ثم سأل عن البرق، فقال:

أخفوا، أم وميضا، أم يشق شقا؟

فقالوا: يشق شقا.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

جاءكم الحيا ".


قال ["أبو عبيد "] : فالقواعد: هي أصولها المعترضة في آفاق السماء.

وأحسبها مشبهة بقواعد البيت، وهي حيطانه، والواحدة منها [ ص: 501 ] قاعدة.

وقال الله - عز وجل - : وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت .

وأما البواسق: ففروعها المستطيلة إلى وسط السماء، وإلى الأفق الآخر وكذلك كل طويل، فهو باسق، قال الله - تبارك وتعالى - : والنخل باسقات لها طلع نضيد .

والخفو: هو الاعتراض من البرق في نواحي الغيم وفيه لغتان يقال: خفا البرق يخفو خفوا، ويخفي خفيا [ ص: 502 ] .

والوميض: أن يلمع قليلا، ثم يسكن، وليس له اعتراض، قال "امرؤ القيس ":


أصاح ترى برقا أريك وميضه كلمع اليدين في حبي مكلل

وأما الذي يشق شقا: فاستطالته في الجو إلى وسط السماء من غير أن يأخذ يمينا ولا شمالا.

وأما قوله: "أجون أم غير ذلك " فإن الجون هو الأسود المحمومي وجمعه جون [ ص: 503 ] .

وأما قوله: "كيف ترون رحاها؟ ": فإن رحاها: استدارة السحابة في السماء، ولهذا قيل: رحا الحرب، وهو الموضع الذي يستدار فيه لها.

التالي السابق


الخدمات العلمية